Friday, January 15, 2010

زمن العار العربي بقيادة مصرية: رحمة الله عليك ابا خالد


عندما تصبح الخيانة شيئا يمكن التفاخر به والتباهي امام العالم بارتكابه

عندما يصبح الانبطاح تحت البسطار الاسرائيلي المخضب بدماء آلاف الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والمصريين، شيئا لا يدعو للخجل بل ويقف اكثر من مسؤول في هذا النظام العربي او ذاك ليقول "اننا احرار" في انبطاحنا هذا حتی لو كان علی حساب تجويع شعب غزه باكمله وصولا الی افنائه خدمة لعدو الانسانية

عندما يصبح تشافيز وغالاوي واردوغان اكثر عروبة واسلاما وانسانية وشفقة علی معاناة شعوب المنطقة من قادة اغنی و اكبر دول فيها

عندما يصبح تهريب مواد غذائية وادوية وحليب اطفال وملابس الی غزة تهديدا لامن اكبر الدول العربية، بينما تهريب المخدرات والايدز والدعارة والجواسيس ونهب الثروات من غاز ونفط .. يعتبر نوعا من "ضرب الحبيب زبيب" حسب نصوص معاهدة كامب دايفيد الاستسلامية المذلة

عندما يصبح ابو الغيط ناطقا رسميا للعدوان اللااخلاقي واللاانساني الوحشي علی غزه، بايجاد المبررات لهذا العدوان واعطائه غطائا سياسيا من اكبر دولة عربية خلال العدوان الهمجي الاسرائيلي علی غزة، بينما يطرد الرئيس الفنزويلي والبيروفي السفراء الاسرائيليين لدی بلادهم

عندما يحدث كل هذا في وطن عربي بحجم واهمية الوطن العربي الذي حولته القيادات العربية الی دول اقل اهمية من جزيرة كوبا او جزر الكناري، فان هذا الوطن يكون قد دخل في زمن العار المطلق وغياب الوعي والاخلاق والضمير

والا فكيف يجرؤ ابو الغيط علی الاستخفاف بعقولنا وشعورنا وتاريخ نضال شعبنا وتاريخ نضال شعب مصر الأبي، فيسترسل في اطلاق تصريحاته الهوجاء والتي وبكل المقاييس هي "بلا لون ولا طعم ولا رائحة". فمرة هو حر في قتل مدنيي غزه ببناء الجدار الفولاذي الذي يشاء هو ورئيسه ولو علی جثث آلاف اطفال غزة المحاصرين. ومرة هو يتفهم مجازر اسرائيل التي جاءت ردا علی صواريخ حماس "العبثية". ومرة هو لا يتبع تعليمات "الشيخ نصرالله" بضرورة فك الحصار وله الحرية الكاملة بتكسير ايدي وارجل اطفال غزة ان تجرؤوا وطالبوا بحليب اطفال او كتب للدراسة. واخيرا فهو غاضب لان متظاهرين اجانب تركوا اعمالهم واشغالهم في بلدانهم وسافروا الی مصر للتضامن مع اهل غزة المحاصرين، فقرر ان "يلقنهم" درسا في عدم ضرورة مخالفة اوامر اسياده الامريكان والاسرائيليين

يطالعنا النظام المصري بكل هذه الترهات والتعديات علی ارواح مئات آلاف البشر في غزة، في نفس الشهر الذي شهد مولد الزعيم المصري والعربي والعالمي الخالد، جمال عبد الناصر. ويبدو ان الصدفة هي خير من الف ميعاد للمقارنة بين مشروعين ونظامين نقيضين

فمشاهدة ابي الغيط يتشدق بكل هذه الترهات يعيدنا وبكل احاسيسنا وعواطفنا الی الزمن الذهبي لعصر ابي خالد

فنظام ابي خالد كان يفاخر بانه نشط في "تهريب" السلاح والمال وكل مقومات الصمود لكل الشعوب المضطهدة، من الجزائر الی فلسطين وانغولا واندونيسيا وكوبا. بل وكان يعتبر هذا التهريب جزءا من مسؤولية اخلاقية وانسانية اتجاه مضطهدي العالم

ونظام ابي خالد كان ناشطا في معارضه كل اشكال الظلم حول العالم ويؤمن بان تضامن الشعوب المضطهدة هو خير وسيلة لمقاومة الظلم باعتبار ان الامبريالية موحدة في توحشها من اجل استمرار رؤوس الاموال والشركات العابرة للقارات في نهبها لخيرات شعوب العالم

ونظام ابي خالد كان يدرك ويعلن علانية ان القضية الفلسطينية هي قضية محورية في مقارعة الاستكبار العالمي. هذا الادراك الناتج عن الفهم العميق عن اسباب ودوافع انشاء "دولة اسرائيل" في وسط منطقة اكبر انتاج للنفط في العالم، من اجل استمرار عسكرة المنطقة ونهب ثرواتها بدواعي تحقيق الامن عن طريق مبادلة النفط مقابل اسلحة تارة "ستستخدم" للدفاع في وجه اسرائيل وتارة من اجل غزو بلدان المنطقة بعضها بعضا

ونظام ابي خالد كان واضحا في تحديد من هو العدو ومن هو الصديق. فامريكا ومن لف لفها من دول غربية ما تزال تحلم بالتفوق الابيض الغربي واحقيته بالتالي بالتمتع بالثروة والرخاء، لا يمكن ان تكون صديقة لاي شعوب مكافحة من اجل الاستقلال من الاستعمار والذي معظمه ابيض ناصع البياض

ما يدهش الجميع هي الصراحة في مجاهرة اركان النظام المصري وزبانيته في التفاخر بخدمة المشروع الصهيو-امريكي وانهم احرار في سفك دماء اطفال وشيوخ ونساء غزه من اجل تحقيق الاهداف الاستعمارية

رحمة الله عليك ابا خالد عندما حولت مصر الی دولة قادرة علی "تحويل دول من الدرجة الاولی الی دول من الدرجة الثانية والثالثة"، بينما اشباه الرجال من بعدك استطاعوا ان يحولوا مصر من دولة قائدة الی دولة لا تستطيع اتخاذ قرار كم جندي تستطيع ان ترسل الی شبه جزيرة سيناء، دون اخذ موافقة اسرائيل

رحمة الله عليك ابا خالد عندما اثبت ان مصر هي "ام الدنيا" ومركز محوري في قيادة العالم، بينما من جاء بعدك حول مصر الی "ام اسرائيل" بعد ان تبنتها في معاهدات كامب دايفيد المذلة

رحمة الله عليك ابا خالد بعد ان اعلنتها صريحة بان "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة"، بينما عملاء امريكا واسرائيل في قاهرة المعز يعلنون ان المقاومة لعنة يجب معاقبة من يريد ان يمارسها ولو بحفر جدار فولاذي بعمق ٣٠ مترا تحت الارض كرمی لعيون مجرمي تل ابيب وواشنطن

رحمة الله عليك ابا خالد، وعلی زمنك الذهبي، زمن "ارفع راسك يا اخي فقد ولی زمن الهزائم

ندرك ان ظلام الليل لا يمكن ان يستمر الی ما لا نهاية وان نور الفجر لا بد قريب


No comments:

My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...