Tuesday, August 09, 2016
نتائج معركة حلب كما توقعتها قبل خمس اعوام: ستهزمون...!!!ِ
في شهر اكتوبر/تشرين اول 2011 التقيت وبالصدفة مع احد قياديي اخوان مسلمي سوريا في العاصمة الاردنية عمان. كنت قادما من طهران بعد المشاركة في مؤتمر للصحفيين المستقلين. القيادي الاخونجي كان زميلا قديما في مهنة الطب البيطري, حيث استقر في عمان بعد فشل مخطط الاخوان الارهابي في سبعينيات وثماننينات القرن الماضي. وبالصدفة كان زميلا لي في عيادة مجاورة لعيادتي في منطقة زيزيا خارج العاصمة عمان.
بعد اعادة التعارف (بعد اكثر من عقد ونصف من مغادرتي للاردن), احببت استطلاع رايه عما يحدث في بلده الام سوريا. كان واثقا في كلامه الواضح "هذه المرة سيسقط النظام وسنصل للسلطة, وخلال اشهر. لدينا كل المعطيات والتطمينات".
عاجلته بسؤال "يعني الامريكي اعطاكم الضمانات والوعود ام الاسرائيلي".
عاجلني بجواب صاعق لم اتوقعه "ليس مهما من اعطانا الوعود المهم تحقيق الهدف".
"حتى لو تحالفتم مع اسرائيل, كما صرح قيادييكم وعلى راسهم البيانوني"
اشتدت دهشتي لصراحته المطلقة "سنتحالف مع الشيطان لاسقاط النظام".
اعدت السؤال من شدة دهشتي "حتى مع اسرائيل".
"قلت لك حتى مع الشيطان"
لم يترك لي مجال للدبلوماسية فبادرته بحدة "هذا سيحصل فقط في احلامكم. كما حدث في الماضي القريب, ستسحقون مرة اخرى. هذه المرة للابد".
كنت قادما من طهران حيث التقيت بعض الاصدقاء من المقربين لصناع القرار هناك. كانوا جميعهم قلقين. كنت اطمع ان احصل على اجابات عن الاسئلة الكثيرة التي حملتها معي لطهران عن الازمة السورية. بدلا من ان اتلقى اي اجابات, ووجهت بعاصفة من الاسئلة على راسها "هل سيصمد النظام ام يتفكك, كما حدث في ليبيا".
الكل في طهران كان يدرك حجم المؤامرة على سوريا. الخوف الوحيد كان ان تنجح الفتنة الطائفية (كما حدث في الحرب الاهلية اللبنانية) فيتشظى البلد.
في كل لقاءاتي كنت متفائلا. هذا التفاؤل الذي لم يشاطرني فيه احد.
بادرني احد الاعلاميين الايرانيين بالقول "لو خرجت تظاهرات مليونية... لو انشق الجيش على اساس طائفي وديني... لو خاف الوزراء والمسؤولون من مصير كمصير القذافي وكل من وقف في وجه "الربيع العربي" فانشق او هرب او اعتزل... لو حصل اي من هذا فلن تستطيع ايران مساعدة حليفها السوري. بل الخوف الحقيقي هو: لو تخلى الروسي عن حليفه (كما حدث في ليبيا قبل اشهر) وسمح للناتو بالهجوم على سوريا, هل سيملك النظام شجاعه الدخول في حرب ضد الناتو واسرائيل؟"
في مقالة لي في بداية الازمة (فشل مخططات الاطاحة بالنظام السوري وانعكاساته على مستقبل المنطقة, النهار الاسترالية, 12/5/2011), قلت تحليلا ان الروسي لن يتخلى عن سوريا. كما توقعت, وعلى خلاف معظم المحللين, بان سوريا لن تنهار. فسوريا ليست ليبيا القذافي. كما ان الظروف الدولية ليست كتلك ايام الغزو الامريكي للعراق. في مقالتي تلك قلت ان سوريا ستصمد. بل ذهبت الى ابعد من ذلك حيث توقعت ان يسفر انهيار المؤامرة الغربية على سوريا الى تغيرات جذرية في النظام العالمي تعيد بعض التوازن اليه. هذه التغيرات التي بدأت تطل براسها منذ نهاية العام الماضي بالتدخل الروسي العسكري خارج روسيا لاول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. هذا التدخل الذي ارسل رسالة واضحة بان روسيا قد عادت دولة مهمه على الساحه الدولية.
معارك حلب الدائرة الان تعتبر الخاتمة لما جاء في توقعاتي في المقالة التي نشرتها في شهر ايار/مايو 2011. الامريكي الان يزج بكل ما يملك من ارهابيين في المعركة الاخيرة قبل اعلانه الفشل النهائي في المغامرة السورية. فحشد حوالي 30 الف ارهابي وتوحيد اكثر من 20 فصيل عسكري مهم وكبير, الهدف منه محاولة صنع انتصار مهم قد يقلب الوضع الميداني لصالح ادوات المؤامرة الامبريالية.
هذا الهدف مفهوم لدى القيادة السورية وحليفها الروسي. هذا الفهم الذي سيجعل القيادتين السورية والروسية (وبالتعاون مع ايران) مصرتين تماما على احباطه, حتى لو تاتى هذا الاحباط بسياسة الارض المحروقة تماما لمناطق وجود الارهابيين. هذه السياسة التي بدأت منذ الامس بغارات عنيفة واستخدام كل انواع الاسلحة الثقيلة ليس فقط ضد المواقع التي تراجع عنها الجيش السوري وحلفاؤه في الكليات الحربية, بل وفي عقر دار الارهابيين في ادلب وريفها.
قد يقول قائل ان زج امريكا لهذا الكم الهائل من ارهابييها في معركة حلب ما هو الا مرحلة من مراحل الازمة وانها قادرة, حتى لو فشل الهجوم, ان تحشد المزيد من الارهابيين واطلاق عملية اخرى في حلب او في منطقة اخرى.
هذا السيناريو قد يكون منطقيا قبل عام او اثنين. فبعد ان زحف الارهاب الى باريس وبروكسل ولندن وسيدني واورلندو. وبعد انهيار معنويات الارهابيين بعد خساراتهم الهائلة في حمص وريف اللاذقية والغوطة والقلمون والانبار وصلاح الدين وسرت. بعد كل ذلك, فان هزيمة على مستوى صد هجوم ل30 الف ارهابي, سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. مع ان البعير هو بعير غبي مغيب العقل والانسانية والاخلاق والشعور. الا ان هزائم متلاحقة على هذا المستوى الاقليمي سيعيد بعض العقل لمن غيبتهم انتصارات الرقة والموصل وسرت الى حد الغيبوبة عن الواقع تماما. كما ان الاوروبي تحت ضغط هائل لمنع مزيد من العمليات الارهابية في قلب عواصمه, لاعطاء مزيد من الوقت لمغامرات جديدة للثنائي المرعب اوباما-كيري.
في رأيي فان معركة حلب محسومة ومنذ ساعاتها الاولى. الجيش السوري وحلفاؤه لا يستطيعون فقدان اي نقطة عسكرية حول حلب. بل ان الازمة وصلت الى نقطة ان تحرير حلب الان هو هدف يتقدم على اي هدف اخر, حتى هدف تحرير غوطة دمشق المهمه. المعركة ليست خسارة نقطة عسكرية هنا او اخرى هناك. القضية الان هو المحافظه على هيبة ما تحقق بعد الاشتراك الروسي في المعارك وبالتالي المحافظة على هيبة الحليف الروسي الطامع للعودة الى مصاف الدول العظمى. كما ان الهدف الاخر هو توجيه رسالة قاطعه للثنائي الارهابي اوباما-كيري الذين مارسا سياسة الخداع والكذب منذ بداية الازمة حتى الان. هذه الرسالة مفادها ان الروسي لن يسمح لهم بتحقيق اي انتصار سيشجعهم على التمادي في سياسة الخداع الاجرامي.
معركة حلب واحباط مخطط واشنطن هناك سيجعل الروسي يوجه رسالة صادمة ومباشرة للامريكي: لن نسمح لكم بالاستمرار في خداعنا.
عندما توقعت منذ البداية ان سوريا ستسحق الارهاب ومخططه, ابتسم زميلي البيطري الاخونجي. كما تعجب بعض المسؤولين في طهران. كما ضحك علي المتطرفون في استراليا. وها هي حلب تثبت مقولتي. وانا واثق من نصر الجيش السوري وحلفاؤه في حلب.
في الحقيقة فان الامريكي اراد معركة حلب ان تكون معركة فاصلة لاهانة الحليف الروسي وبالتالي تاجيل استحقاقات كبرى اهمها ضرورة ارساء دعائم نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب. والروسي يريد من معركة حلب القضاء على هذا الهدف الامريكي الشرير وبالتالي تسريع الوصول الى هذه التفاهمات الدولية الوازنة.
وحلب منتصرة قريبا على الارهاب الدولي ومشغليه.
Subscribe to:
Posts (Atom)
My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?
After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...
-
I should mention here that when the crisis erupted in Syria more than a year ago, I was not supporting President Assad. At that time, I decl...
-
Bravo, bravo, bravo and million bravos. It is confirmed by the Tasmanian Greens leader and the Australian Greens leader: the Greens is seeki...
-
Despite the fact that the police choppers are hovering over our heads in Western Sydney suburbs on daily basis for the last few months. And ...