Thursday, August 24, 2017

ادعاءات فانيسا بيلي عن التعذيب في السجون السورية: لمصلحة من؟ ولماذا الان؟ِ

فجأة ودون سابق انذار, قامت فانيسا بيلي بتبادل تعليقات مع بعض اصدقائها بان الرئيس السوري قد اسر في اذنها بان الاجهزة الامنية السورية قد ارتكبت وما تزال تعذيبا ممنهجا بحق المعتقلين السوريين وخصوصا في سجن صيدنايا. ثم قامت بيلي بمحاولة تاكيد هذه الاكاذيب بالادعاء ان الكثير من المسؤولين السوريين الذين التقتهم قد اكدوا هذه المعلومة.

وهنا لا بد لنا من طرح العشرات من الاسئلة على فانيسا بيلي ومؤيديها, وخصوصا اؤلئك الذين يدعون تأييد سوريا وحكومتها ورئيسها:
1- لماذا الان؟ في وقت بدأت الحرب تضع اوزارها بهزيمة المجاميع التكفيرية وهزيمة المشروع التقسيمي في سوريا.
2- ما هو موقع فانيسا بيلي المهم والذي شجع الرئيس السوري بان يسر في اذنها سر خطير يحاول الرئيس جاهدا وكل مؤسسات الدولة السورية على نفيه (او حسب كلام فانيسا اخفاؤه)؟ مع ان الرئيس التقى المدعوة فانيسا بيلي لقاءا واحدا يتيما عندما زارت دمشق ضمن وفد مجلس السلام الامريكي (التي هي ليست جزءا منه باعتبارها ليست مواطنه امريكية وانما اشتراكها بالوفد كان بالخدعة والاكاذيب) ولم تكن أنذاك معروفة او تتمتع باي مصداقية لدى السلطات السورية. فكيف ياتمنها الرئيس على سر خطير كهذا ومنذ اللقاء الاول والاخير؟
3- كيف يمكن لمن يدعي الدفاع عن سوريا ان يقود حملة تضليلية بنشر اكاذيب عن ممارسات السلطات السورية لتعذيب ممنهج ضد سوريين؟ كل ما نعرفه ان هذه الادعاءات التي لم يثبت صحتها بتاتا بثت بشكل واسع من قبل غرف عمليات دعم الارهاب في سوريا ورصدت ملايين الدولارات لنشر هذه الاكاذيب الملفقة.

حذرنا ومنذ عام من ان اجهزة الاستخبارات الغربية المعادية لسوريا تحاول اختراق المؤسسات الرسمية السورية والمجتمع السوري من خلال جماعات ظهرت فجأة وحديثا تدعي تضامنها مع سوريا. هذه الجماعات التي نجحت في البداية عن طريق استغلال الفوضى الامنية والحدود المخترقة وتردي الاوضاع الاقتصادية داخل سوريا بتجنيد سوريين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ومنذ بداية عام 2014 وتأكد القوى الغربية المتامرة على سوريا فشل مخطط الاطاحة بالدولة السورية, فقد لجأت هذه القوى الامبريالية للمخطط "ب" باختراق المجتمع السوري ومحاولة تغيير عقيدة هذا المجتمع عن طريق القوى الناعمة المتمثلة بالبعثات التبشيرية للكنائس الصهيونية وتنسيق مهامها مع خلايا تجسسية لتجنيد خلايا نائمة يستفاد منها بعد ان تضع الحرب اوزارها.

وخلية فانيسا بيلي وايفا بارتليت هي مثال واضح عن هذه الحرب الناعمة الخفية لانتاج العشرات من ايلي كوهين الذين سيساعدون في ابقاء الوضع السوري ضعيفا مخترقا من قبل اجهزة التجسس الغربية.

اجهزة التجسس الغربية تدرك تماما ان الفرصة الذهبية الحالية من ضعف الدولة السورية وفقدانها السيطرة على معظم حدودها وتردي الاوضاع الاقتصادية وحاجة الدولة السورية لتضامن ودعم الخارج وخصوصا في الغرب قد لا تتكرر في المستقبل المنظور. ولهذا فقد استنفرت هذه الاجهزة كل خلاياها المدربة في ظروف الشرق الاوسط ووجهتها لاختراق المجتمع السوري وتحقيق اجنداتها الاستخباراتية.

وهذا يفسر انتظار خلايا ايفا بارتليت وفانيسا بيلي الى بداية عام 2014 لتنسحب فجأة من فلسطين المحتلة حيث كانت تنشط بكثافة وتنتقل بقدرة قادر الى الميدان السوري.

التعليقات الحديثة لفانيسا بيلي تؤكد ما دأبنا على التحذير منه ان لهذه الخلية اجندة محددة تعمل على تحقيقها خلال الاعوام الثلاث الماضية. وهذا يجيب عن السؤال الاول الذي طرحته اعلاه.

التوقيت غير بريء تماما. فالدولة السورية الان تمسك بزمام المبادرة في تنظيف المناطق من الجماعات الارهابية. كما ان دول العالم وخصوصا المشاركة بالمؤامرة على سوريا قد بدأت بالاعتراف بفشل المؤامرة. كما ان الكثير من هذه الدول المتامرة قد اعلنت تراجعها عن المطالبة باسقاط الدولة السورية بل وبعضها ذهب الى حد المطالبة بالتنسيق مع الدولة السورية للقضاء على الارهاب العالمي.

ولهذا فان وضع التعليقات المشينة لفانيسا في سياقها التاريخي لمسار الازمة السورية وتخطي الدولة السورية لمرحلة احتمال اسقاطها بالقوة العسكرية اما عن طريق جيوش الارهابيين او عن طريق تدخل القوى الغربية المباشر, يجعلنا ندرك تماما سر اطلاق هذه التعليقات في هذا الوقت بالذات. واذا تذكرنا تجربة قناة الجزيرة القطرية التي قادت ثورة شفافية اعلامية في البداية من اجل السيطرة على عقول وقلوب واراء المشاهدين, ثم قادت مشروع "الربيع العربي المدمر" معتمدة على رصيدها الشعبي وقارنا هذه التجربة نجد تشابها واضحا.

فخلية فانيسا قادت (وبامكانيات مادية هائلة غير معروفة المصادر) نشاطا كبيرا للسيطرة خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للدولة السورية وحلفائها الحقيقيين. كما حققت الخلية اختراقا ليس بالبسيط لمؤسسات الدولة السورية معتمدة في الجانب الاكبر على اكاذيب وحيل رخيصة. وباتت تحظى بشعبية لا بأس بها بين مؤيدي الدولة السورية. ولذلك فعندما تطلق فانيسا تعليقات خطيرة كتلك المتعلقة بممارسة الاجهزة الامنية السورية لتعذيب ممنهج للمعارضين, فان تداعيات هذه التعليقات كان يمكن ان تكون خطيرة جدا لولا نشاط المؤيدين الشرفاء الحقيقيين للدولة السورية.

لولا ان الظروف اختلفت تماما, فان التعليقات كان يمكن لها ان تحدث نتائج سلبية خطيرة على الدولة السورية لاسباب:
1-كون التعليقات جاءت من شخصية ادعت لسنوات تأييدها المطلق للدولة السورية, فان اي نفي من الدولة السورية او من المؤيدين الحقيقيين للدولة السورية سيكون نفيا باهتا وضعيفا. ولو كانت الظروف مختلفة عما هي عليه الان (خصوصا لو كانت هيلاري كلينتون هي التي نجحت في الانتخابات ولم يتغير موقف الادارة الامريكية جذريا من الازمة), لكنا شاهدنا كيف ستتلقف كبريات وسائل الاعلام الغربية (المنشغلة حاليا بمحاولة تدمير ترامب وادارته) وتبثها على صدر نشراتها الاخبارية. كما ان الدول المشاركة بالمؤامرة كانت ستجد في هذه التعليقات صيدا ثمينا وستحيلها للنقاش في مجلس الامن على اساس "وشهد شاهد (او شاهدة في هذه الحالة) من اهله".
2-اضعاف الرواية الرسمية للدولة السورية لما حدث ويحدث في سوريا, على نفس مبدأ "وشهد شاهد من اهله". وفتح المجال للهجوم على الدولة السورية.
3-اضعاف معنويات مؤيدي الدولة عندما يعترف راس الدولة بان هناك تعذيبا ممنهجا تمارسه اجهزة الدولة.

استمعت للرئيس الاسد خلال لقائنا معه عام 2013. وقد كان الئيس واضحا عندما اقر بوجود "اخطاء متراكمة" ارتكبتها الدولة وقد تكون اعطت مبررا لبعض المتامرين. ولكن الاعتراف بالاخطاء المتراكمة شيء والاعتراف بممارسة تعذيب ممنهج شيء اخر مختلف تماما.

الملاحظة الاخيرة التي اريد ايرادها في هذه العجالة هو التساؤل عن موقف المؤيدين للدولة السورية من هذه التعليقات المشينة بحق الدولة السورية ورئيسها. بل اريد ان اتساءل هنا كيف يمكن لمؤيد للدولة السورية ان يستمر في تصديق هذه الجاسوسة والاستمرار بمتابعة اكاذيبها على وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة التفاعل معها بعد كل هذه الاهانات بحق الجيش العربي السوري والدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد.

كما انني اؤكد ان التعليقات المسيئة التي اطلقتها فانيسا بيلي لم تكن الوحيدة المسيئة التي تطلقها بيلي. وسنستعرض بشكل متلاحق اساءاتها المتكررة بحق الدولة السورية وحلفائها. فتابعونا.


My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...