Tuesday, August 19, 2014

الوضع في الشرق الاوسط: نحو انفجار شامل ام انهاء لداعش واخواتها


جاء خطاب السيد حسن نصرالله, الامين العام لحزب الله, في الذكرى السنوية للانتصارعلى العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 بلغة صريحة ولكنها صادمة للكثيرين

فالسيد تحدث عن تحد وجودي للانظمة العربية ونسيج مجتمعاتها على يد الفكر التكفيري والحركات المنبثقة عنه, وخصوصا داعش. ويبدو ان الحزب وحلفائه لديهم معلومات عن خطط كبرى لتفجير المنطقة بشكل كامل على يد التكفيريين, اصرارا على تحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد ليحل مكان النظام الذي رسمته معاهدة سايكس-بيكو في مطلع القرن الماضي

الا ان القارئ جيدا لمضمون الخطاب يلاحظ ان السيد لم يذهب بالقطع الى ان السيناريو الوحيد المطروح هو التفجير الكامل للمنطقة وخلط الاوراق بشكل خطر قد يصعب على الجميع التكهن بنتائجه. ففي خطابه شدد السيد نصر الله ان الخطر الوجودي قادم لا محالة الا اذا اتفق الفرقاء (من كلا المعسكرين المتعاديين) على العمل على تلافي الذهاب الى المجهول بتسليم المنطقة لمغامرة يستخدم التكفيريون كقوة حسم تدميرية لا يمكن الركون الى نتائجها

اذا فالسيد وحزبه وحلفائه لديهم معلومات عن اموال انفقت بالمليارات لتسمين داعش واخواتها التكفيرية انتظارا لساعة الصفر. ولكن السيد وضع من يملك اعطاء ساعة الصفر في وضع التحذير: اننا نعرف مخططكم وجاهزون للتعامل معه والعمل على افشاله مهما كانت التكلفة. واذا لم يكن بد من الذهاب في الصراع الى اخره, فان محور المقاومة لن يتردد في الدخول الى هذا الصراع بكل ما يملك من قوة

في التحليل لكل ذلك, فانني ارى ان الامريكي المالك لاعطاء الامر بانطلاق ساعة الصفر لديه خياران الان وبعد 4 سنوات من بدء المؤامرة

فاما ان يعطي ساعة الصفر قريبا ويتحمل كل التبعات التي قد تتمخض عنها. او ان يتراجع ويعمل مع باقي الافرقاء (حلفاءا واعداءا على حد سواء) لانهاء الظاهرة التكفيرية المدمرة وكل تداعياتها

قبل ان نرجح اي خيار هو الاكثر احتمالا, دعوني اذكر بعض الحقائق في عجالة

الادارة الامريكية والتي تفتقت قريحتها على لعبة الربيع العربي كاداة لاعادة رسم المنطقة على اساس تقسيم المقسم وتجزيء المجزء, ادركت ومنذ مطلع هذا العام ان هذا المخطط فشل على ابواب دمشق. كما ان الادارة تدرك ان حلفاء دمشق في موسكو وبكين وطهران والضاحية الجنوبية لن يسمحوا بتدمير النظام السوري مهما كلف الامر. والادارة الامريكية تدرك ان تفتيت المنطقة دون تفتيت سوريا سياتي بكارثة على مشروع الشرق الاوسط الجديد والمحاولات الحثيثة لانقاذ اسرائيل من ازمتها الوجودية

الادارة الامريكية والتي كانت على ابواب النجاح في تفتيت مصر, بعد ان نجحت جزئيا في تفتيت العراق, تدرك ان هذا النجاح سيعتبر كارثة على مخططاتها اذا فشلت في تفتيت سوريا. فبمصر والعراق مفتتين, تصبح سوريا اكبر دول المنطقة واغناها بشريا واقتصاديا واقواها عسكريا. وبذلك تكون الادارة الامريكية قد حققت دون قصد هدفا يسعى له محور المقاومة منذ عقود بتقوية هذا المحور والقضاء على اي منافس اقليمي قد يعارض اي مخططات اقليمية مستقبلية لهذا المحور

والادارة الامريكية تدرك انها قد زجت وخلال الاعوام الاربع الماضية بكل ما تملك من اوراق لتحطيم النظام السوري لتحقيق تفتيت سوريا, دون اي نجاح. ولذلك فان اعطاء ساعة الصفر للمجاميع الارهابية لاشعال النار في كل المنطقة لن يضيف جديدا في السعي لتحطيم سوريا وتفتيتها. كل ما سيحققه هذا الاشعال هو تهديد انظمة صديقة لامريكا واسرائيل ومعادية لمحور المقاومة وادخال هذه الانظمة في تحديات وجودية تحقق في النهاية النتيجة التي ذهبت اليها انفا من تقوية سوريا ومحورها وتربعه على قيادة المنطقة

كما ان هذا الاشعال الجنوني دون تحقيق نتيجة حاسمة باقامة دولة ظلامية تكفيرية سيقنع الكثير من التكفيريين الغربيين بالعودة الى دولهم والانتقام من تلك الدول التي وعدتهم بالدعم وتخلت عنهم (للانتقام يعني)

ولذلك فانني ارجح منطقيا ان الادارة الامريكية ستلجا للتعاون مع كل الحلفاء والاعداء من اجل اطفاء النار

طبعا قد يقول احدهم ان كل الدلائل تشير الى عكس هذا الاحتمال, بعد تمدد داعش المفاجئ والكبير في العراق وتنشيط العمليات الارهابية في سوريا (اعلان معركة احتلال المطار, الهجوم على الفرقة 17 واللواء 93 في الرقة, وحملة تاديب القبائل في دير الزور كامثلة)

برايي هذه الامثلة هو مؤشر اخر على ان الادارة الامريكية ستعمل على اطفاء الحريق التكفيري, ولكن بطريقة فنية تجنبها خسائر كبيرة

فالادارة الامريكية يهمها ان لا يعود الكثير من التكفيريين الغربيين الى بلدانهم سالمين, حرصا على امن هذه الدول. وهذا لن يتحقق الا بفتح جبهات متجددة لابقاء امل التكفيريين بامكانية اقامة دولة من جهة وبالتالي عدم ياسهم وعودتهم المبكرة الى بلدانهم. ومن جهة اخرى لجر اطراف وقوى اضافية لمعركة قتل هؤلاء التكفيريين (عراقيين واكراد واردنيين وكويتيين وحتى سعوديين)

كما ان الادارة يهمها تهشيم وتدمير اقصى ما يمكن تدميره في هذه المنطقة, لابقاء جذور الانقسام والشعور بالغبن والحاجة للثار والانتقام عل وعسى يمكن استخدام ذلك في مغامرات دموية مستقبلية

كما يهم الادارة اطفاء الحريق بعد ان تترك بصمات المنقذ لهذه المنطقة لضمان الاستمرار في اقامة علاقات عسكرية واقتصادية مع المنطقة وشعوبها

مما يؤكد لنا ان الادارة الامريكية وحلفائها يمهدون للعمل على انهاء الوحش التكفيري هو الاعتراف المتزايد للدول الغربية بالخطر التكفيري على بلدانهم والعمل على محاربة هذه المجموعات ومنعها من ارسال افرادها للمنطقة. فاستراليا بدات باعتقال مسهلي ارسال الارهابيين التكفيريين الى سوريا. كما بدات بمنع سفر المتطرفين الى منطقة الشرق الوسط فالغت جوازات سفر العشرات وانزلت بعضهم من الطائرات قبل مغادرتهم استراليا. كما اغلقت حسابات متطرفين وجمعياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, والتي تعتبر المصدر الاكبر لغسيل دماغ الشباب والتغرير بهم لارسالهم الى سوريا للقتال هناك. هذه الخطوات التي بدا باتخاذها منذ مطلع هذا العام فقط

كما يتوقع ان تبدا الحكومة بسن قوانين صارمة لمكافحة الارهاب والتطرف, تشمل تجريم التعاطف مع الحركات الارهابية وتمويلها

كما ان حلفاء الادارة في المنطقة بداوا الحديث علانية على الخطر التكفيري على انظمتهم. فارسل سعد الحريري الى لبنان لتوزيع هبات سعودية قد تشتري متطرفين شقوا عصا الطاعة. والاردن يعلن تعبئة شاملة على كل المستويات بعد تنامي التطرف في المملكة وحولها. وكذلك فعلت السعودية والكويت والامارات التي اعلنت حظرا على المجموعات المتطرفة واستنفرت جميع اجهزتها

في تقديري المتواضع فان الادارة الامريكية وخلال الاشهر القليلة القادمة ستكون قد استكملت تحقيق الاهداف المعلنة اعلاه وستبدا بالتعاون من اجل نزع فتيل الحريق التكفيري المدمر. مع ادراكنا ان الادارة الامريكية غير مستعجلة بتحقيق ذلك. الا ان الاضرار على مصالحها كلما تاخرت في تحقيق ذلك الاطفاء قد يرغمها على الاستعجال. فالراي العام الامريكي والغربي ضاغط على الادارة بعد ان شاهد مواطنو هذه الدول الفظاعات التي ارتكبتها هذه المجموعات. يضاف اليها الشعور المخجل لهذه الشعوب بعد انفضاح المعلومات عن الدعم الغربي لهذه الحركات الظلامية

ندرك ان الاشهر القليلة القادمة ستكون قاسية. ولكننا نامل ان تكون الادارة الامريكية قد غلبت براغماتيتها على الدخول في مغامرات مصيرها بات متوقع

My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...