الصمود البطولي لمقاتلي المقاومه اللبنانيه لحوالي شهر، والمقاومه الفلسطينيه لاكثر من 6 سنوات، في وجه اله الدمار الوحشيه الاسرائيليه اسقطت كل اوراق التوت وكشفت عورات الكثيرين، بدءا من الرياض، مرورا بقاهره المعز وعمان انتهاءا بواشنطن ولندن وكانبرا.
فالمقاومه التي منعت "الجيش الذي لا يقهر" من الاستقرار في بنت جبيل ومارون الراس وغيرها من القرى الحدوديه واجبرته على التقهقر عده مرات تاركا عشرات القتلى والجرحي، كشفت اولا عوره اسرائيل التي كانت تسترها بعجز النظام العربي وتآمره على شعوبه المسحوقه، متدثره بعجز الامم المتحده المتشابك مع مصالح الدول العظمى في المنطقه.
فالجيش الذي احتل عام 1967 الضفه الغربيه وقطاع غزه وسيناء والجولان واجزاء من الاردن ولبنان في عده ساعات، يقف هذه المره عاجزا لاكثر من شهر امام مارون الراس وبنت جبيل والخيام، الواقعه على الحدود مباشره. وطائراته الجباره وبوارجه الحربيه تستطيع حصد الاطفال الرضع والنساء والشيوخ، ولكنها غير قادره على تركيعهم. كما انها تستطيع تدمير الجسور والمدارس والمستشفيات، ولكنها غير قادره على حسم المعركه في شريط حدودي لا يتجاوز الكيلومترين.
اسرائيل العاريه تماما الان، اخلاقيا وعسكريا وسياسيا واعلاميا، لا تستطيع الا ان "تفش خلقها" باطفال قانا والنبطيه وبنت جبيل وخطف اطفال ومدنيين من بعلبك،انتظارا للفرج ياتيها من واشنطن ليدثرها بورقه توت زرقاء بختم اممي.
وبنفس العري التام، تقف كل الانظمه العربيه العاجزه الان حتى عن كلمه شجب واستنكار، قد تغضب واشنطن وحلفائها وتعرض قائلها لمخاطر اضافته الى قائمه دول “محور الشر”. هذه الانظمه التي تنتظر هي الاخرى الفرج من اروقه البيت الابيض و"مجلس امنه" في نيويورك.
فالانظمه التي ضحت بالغالي والرخيص من اجل الانفاق العسكري وبناء جيوش جراره، فشلت في تحرير شبر من اي ارض عربيه محتله، لتحررها مقاومه بدون جيوش وبدون جنرالات تعج صدورهم بنياشين لا نعرف لماذا منحوها. والمليارات التي انفقت لتكديس سلاح لم يستعمل الا في قمع تظاهرات طلاب المدارس او تظاهرات الخبز، لم تستعد شبرا محتلا او تحرر اسير من سجون الاحتلال كما فعلت المقاومه اللبنانيه التي حررت اراض واسرى ونفوس.
النظام العربي بمجمله يقف الان فاشلا في الاجابه عن اسئله بسيطه يسالها كل مواطن بسيط مثل "لماذا فشلت الجيوش العربيه خلال ستين عام من تحقيق ما حققته المقاومه بسنوات قليله وبعتاد اقل وميزانيه لا تذكر، بالمقارنه مع ميزانيات جيوشكم؟". ليس هذا فحسب، بل السؤال الاكثر الحاحا هو انه "الا يكفي عجزكم الكامل والشامل، فلماذا تحاولون طعن المقاومه في ظهرها والتامر عليها؟" ام انكم من جماعه الذي "لا يرحم ولا يريد من الله ان يرحم"؟
النظام العربي العاري تماما امام شعوبه المنكوبه به، يعرف انه ان لم يجهز مع اسرائيل وحلفائها على هذه المقاومه، فان الامل الذي بثته المقاومه في النفوس العربيه المنسحقه بعد عقود من الهزائم وثقافه الاستسلام، قد يحيي امالا ظنتها الانظمه قد تلاشت بلا رجعه: امالا بالكرامه والعزه والتحرير.
النظام العربي الواقف على مفترق طرق بعد اسقاط نظام صدام حسين الدموي والذي اثبت ان العماله والانبطاح لشروط الهيمنه الامريكيه، لا يعطي اي مناعه من السقوط بدبابات امريكيه، ان رات سيده العالم الحر ان ذلك مهم من اجل "شرق اوسط جديد". هذا النظام امام خيارات احلاها امر من العلقم: اما السقوط بدبابات امريكيه او بانتفاضات امل قادمه من بنت جبيل ومرجعيون.
النظام العربي الذي احرجته (قبل ان تحرج حكومه اسرائيل) قدره المقاومه على تدمير بوارج حربيه، ومطارات عسكريه ودبابات متطوره وطائرات حربيه، يقف الان حائرا كيف يجيب على اسئله اطفال قانا وبئر العبد: كيف استطاعت المقاومه من فعل كل ذلك، ولم تستطع جيوشكم؟
النظام العربي الذي حاول ان يقنعنا ان المواجهه مع اسرائيل لم تجلب الا الخراب والدمار، في تسويقه لمشاريع الاستسلام،ولكنه لم يستطع تحقيق اي امن اقتصادي او اجتماعي لمواطنيه طوال سنوات الاستسلام الماضيه، بل راينا كيف ان ذلك الاستسلام لم يجلب الا الاميه والجهل والتخلف والياس، الذي قاد الكثيرين اما للادمان او الهجره والتشرد في دول العالم.
النظام العربي برمته لا يستطيع مجرد النظر في وجوه اطفال قانا وبنت جبيل ومرجعيون والرشيديه وباقي القرى والمدن التي طالتها ايدي الهمجيه. النظام العربي الان في مازق خطير لتبرير وجوده بالاصل. فما مبرر وجود نظام ان كان يعاني من ازمه كلام حتى، ناهيك عن اي قدره على فعل.
تحيه لاطفال ونساء وشهداء وصامدي بنت جبيل ومارون الراس ومرجعيون وقانا والرشيديه ورفح وخان يونس والشجاعيه وكل من يدافع عن شرف هذه الامه ووجودها في ظل الفاشيه الجديده ومشروعها لشرق اوسط جديد.
Friday, August 25, 2006
هل تخضع السياده والكرامه الوطنيه لحسابات الدولار
مسكين من يخضع مسائل العزه والكرامه الوطنيتين لحسابات الارباح والخسائر بالدولار والسنت. مسكين من يقول ان لبنان لم ينتصر لانه خسر 5 مليارات دولار و1000 شهيد
لو كانت العزه والكرامه الوطنيه تقاس بخسائر الدولارات والسنتات، لما تحرر بلد ولما قامت ثوره في العالم ضد الظلم والاضطهاد. لو كانت الامور تقاس بهذه المقاييس، فعلى الحريه السلام
لو اخضعنا التجربه الفيتناميه لهذه المقاييس، لما ضحى فيتنامي واحد بحياته. فهل يستحق اي تراب في العالم 5 مليون قتيل ومليارات الدولارات خسائر اقتصاديه، وتلوث بيئي نتيجه استخدام الاسلحه الكيماويه والجرثوميه. فهل انتصرت فيتنام في حرب الاستقلال، ام انها مهزومه وبالضربه القاضيه؟
ولو طبقنا المقياس الدولاري هذا، لخرج الشعب الجزائري مهزوما في حربه الطويله ضد الاستعمار والتي ادت الى مليون شهيد ودمار شامل في البلد
ولو كان الشعب الفلسطيني يحسب الخسائر بالدولار والسنت، وكم شهيدا قتل وجريحا اعيق، لما فكر يوما بحمل السلاح و لقبل قرار التقسيم عام 1947 بدون تردد
مسكين من اراد ان يخفي عنته وعجزه حتى عن الكلام، بابتكار مقياس جديد للكرامة يعتمد على اسواق المال العالميه وعلى سعر صرف الدولار، وكم يمكن توفيره باعلان الخنوع التام للقوى العظمى
مسكين من يريد ان يستبدل اوراق التوت باوراق بنكنوت امريكيه ليخفي عورته و يخفي اسباب انحيازه لمشروع شرق "بوش" الجديد
مسكين من ينسى انه ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، بل بالشعور بالكرامه والعزة والحرية والانتماء لمجتمع يحترمه ويقدره
مسكين من يريد ان يخرج اسرائيل من ورطتها (الاولى منذ عقود) على اسس نقديه تتبع لقوانين الوول ستريت ومؤشر النازداك
مسكين من يريد ان يؤلبنا على المقاومة، بنفس المنطق الذي فشلت منشورات اسرائيل في تاليب ابناء عيطرون وبنت جبيل، بل زادهم الدمار والخسائر تمسكا بمنطق المقاومه كلغة وحيدة يفهمها اي معتدي وكل مستعمر
مسكين من لم يقرأ كتب التاريخ عن اسباب الثورات والانتفاضات والتغييرات الجذريه في المجتمعات، وكلها لا
علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحسابات الدولارات او بسعر صرف العملات
نعم خسر لبنان كذا مليار دولار والف شهيد وعدة الاف من الجرحى، ولكنه حقق ما عجز عن تحقيقه ملايين العرب والمسلمين
لاول مرة منذ اربعين عاما تدمر بوارج اسرائيلية وتسقط طائرات عسكريه
لاول مره منذ ستين عاما تعجز اسرائيل عن حمايه مدنييها ومنشاتها في العمق من الاصابات المباشرة
لاول مره يتساءل الجندي والمواطن الاسرائيلي : هل انتصرنا؟
لاول مرة تلجأ اسرائيل (وعلى غير العادة) الى الامم المتحدة لتنجدها من الورطة
في كل المرات الماضية، وبعد كل هزيمة، كنا نحن الذين نهرول الى الامم المتحدة لنستصدر قرارا بوقف العدوان ومطالبة اسرائيل باعادة جزء مما اخذت، ثم نبدأ بمطالبة الامم المتحدة بحث اسرائيل على الالتزام بتلك القرارات
هذه المرة، اسرائيل كانت المسارعه للمطالبة بقرار دولي "يردع حزب الله" ويوقف "اعتداءاته" على اسرائيل
في كل المرات الماضية، كنا نتابع سير المعارك من اذاعة اسرائيل او لندن، لانعدام ثقتنا بالانظمة العربية التي كانت تكذب في كل بيان
هذه المرة كان الاسرائيلي يتابع سير المعركة على شاشات المنار او الجزيرة، بعد ان كذبت قيادتهم وصدقت قيادة المقاومة
في كل المعارك السابقة، كنا نخرج منها مطأطئي الرؤوس، ونخجل حتى من الخروج من منازلنا. هذه المرة، وبرغم الدمار والخراب، خرج الجميع ورؤوسهم مرفوعة، من المحيط الى الخليج
الا تستحق كل هذه الانجازات، ان نخسر 5 مليارات دولار، كان يمكن ان نخسرها في جيوب المسؤولين الذين سيخسروها بدورهم على موائد قمار لندن وباريس
الا تستحق هذه الانجازت ان يضحي الف شهيد بارواحهم، بدلا ان يضحي مئات الالاف ممن سبقوهم بحياتهم في حروب اهلية هنا او هناك، بدون اي مبرر او نتيجة
الا تستحق كرامة امة باكملها بهذا الثمن، الذي كان من الممكن ان ندفعه لو ضربنا زلزال متوسط القوة او تسونامي، دون ان نحقق اي نصر او اعادة كرامة
نرجو على المشككين بالنصر الذي تحقق ان يكفوا عن القاء محاضراتهم الاقتصادية وتذكيرنا بعدد الدولارات التي خسرناها، قبل ان يشمت فينا ابناء الشعب الفيتنامي والكوري والكوبي والفنزويلي والجنوب افريقي وشعوب العالم المناضلة ضد الاحتلال والاستعمار
لو كانت العزه والكرامه الوطنيه تقاس بخسائر الدولارات والسنتات، لما تحرر بلد ولما قامت ثوره في العالم ضد الظلم والاضطهاد. لو كانت الامور تقاس بهذه المقاييس، فعلى الحريه السلام
لو اخضعنا التجربه الفيتناميه لهذه المقاييس، لما ضحى فيتنامي واحد بحياته. فهل يستحق اي تراب في العالم 5 مليون قتيل ومليارات الدولارات خسائر اقتصاديه، وتلوث بيئي نتيجه استخدام الاسلحه الكيماويه والجرثوميه. فهل انتصرت فيتنام في حرب الاستقلال، ام انها مهزومه وبالضربه القاضيه؟
ولو طبقنا المقياس الدولاري هذا، لخرج الشعب الجزائري مهزوما في حربه الطويله ضد الاستعمار والتي ادت الى مليون شهيد ودمار شامل في البلد
ولو كان الشعب الفلسطيني يحسب الخسائر بالدولار والسنت، وكم شهيدا قتل وجريحا اعيق، لما فكر يوما بحمل السلاح و لقبل قرار التقسيم عام 1947 بدون تردد
مسكين من اراد ان يخفي عنته وعجزه حتى عن الكلام، بابتكار مقياس جديد للكرامة يعتمد على اسواق المال العالميه وعلى سعر صرف الدولار، وكم يمكن توفيره باعلان الخنوع التام للقوى العظمى
مسكين من يريد ان يستبدل اوراق التوت باوراق بنكنوت امريكيه ليخفي عورته و يخفي اسباب انحيازه لمشروع شرق "بوش" الجديد
مسكين من ينسى انه ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، بل بالشعور بالكرامه والعزة والحرية والانتماء لمجتمع يحترمه ويقدره
مسكين من يريد ان يخرج اسرائيل من ورطتها (الاولى منذ عقود) على اسس نقديه تتبع لقوانين الوول ستريت ومؤشر النازداك
مسكين من يريد ان يؤلبنا على المقاومة، بنفس المنطق الذي فشلت منشورات اسرائيل في تاليب ابناء عيطرون وبنت جبيل، بل زادهم الدمار والخسائر تمسكا بمنطق المقاومه كلغة وحيدة يفهمها اي معتدي وكل مستعمر
مسكين من لم يقرأ كتب التاريخ عن اسباب الثورات والانتفاضات والتغييرات الجذريه في المجتمعات، وكلها لا
علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحسابات الدولارات او بسعر صرف العملات
نعم خسر لبنان كذا مليار دولار والف شهيد وعدة الاف من الجرحى، ولكنه حقق ما عجز عن تحقيقه ملايين العرب والمسلمين
لاول مرة منذ اربعين عاما تدمر بوارج اسرائيلية وتسقط طائرات عسكريه
لاول مره منذ ستين عاما تعجز اسرائيل عن حمايه مدنييها ومنشاتها في العمق من الاصابات المباشرة
لاول مره يتساءل الجندي والمواطن الاسرائيلي : هل انتصرنا؟
لاول مرة تلجأ اسرائيل (وعلى غير العادة) الى الامم المتحدة لتنجدها من الورطة
في كل المرات الماضية، وبعد كل هزيمة، كنا نحن الذين نهرول الى الامم المتحدة لنستصدر قرارا بوقف العدوان ومطالبة اسرائيل باعادة جزء مما اخذت، ثم نبدأ بمطالبة الامم المتحدة بحث اسرائيل على الالتزام بتلك القرارات
هذه المرة، اسرائيل كانت المسارعه للمطالبة بقرار دولي "يردع حزب الله" ويوقف "اعتداءاته" على اسرائيل
في كل المرات الماضية، كنا نتابع سير المعارك من اذاعة اسرائيل او لندن، لانعدام ثقتنا بالانظمة العربية التي كانت تكذب في كل بيان
هذه المرة كان الاسرائيلي يتابع سير المعركة على شاشات المنار او الجزيرة، بعد ان كذبت قيادتهم وصدقت قيادة المقاومة
في كل المعارك السابقة، كنا نخرج منها مطأطئي الرؤوس، ونخجل حتى من الخروج من منازلنا. هذه المرة، وبرغم الدمار والخراب، خرج الجميع ورؤوسهم مرفوعة، من المحيط الى الخليج
الا تستحق كل هذه الانجازات، ان نخسر 5 مليارات دولار، كان يمكن ان نخسرها في جيوب المسؤولين الذين سيخسروها بدورهم على موائد قمار لندن وباريس
الا تستحق هذه الانجازت ان يضحي الف شهيد بارواحهم، بدلا ان يضحي مئات الالاف ممن سبقوهم بحياتهم في حروب اهلية هنا او هناك، بدون اي مبرر او نتيجة
الا تستحق كرامة امة باكملها بهذا الثمن، الذي كان من الممكن ان ندفعه لو ضربنا زلزال متوسط القوة او تسونامي، دون ان نحقق اي نصر او اعادة كرامة
نرجو على المشككين بالنصر الذي تحقق ان يكفوا عن القاء محاضراتهم الاقتصادية وتذكيرنا بعدد الدولارات التي خسرناها، قبل ان يشمت فينا ابناء الشعب الفيتنامي والكوري والكوبي والفنزويلي والجنوب افريقي وشعوب العالم المناضلة ضد الاحتلال والاستعمار
Subscribe to:
Posts (Atom)
My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?
After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...
-
I should mention here that when the crisis erupted in Syria more than a year ago, I was not supporting President Assad. At that time, I decl...
-
Bravo, bravo, bravo and million bravos. It is confirmed by the Tasmanian Greens leader and the Australian Greens leader: the Greens is seeki...
-
Despite the fact that the police choppers are hovering over our heads in Western Sydney suburbs on daily basis for the last few months. And ...