Thursday, March 27, 2014
حقيقة الوكيليكس: مشروع استخباراتي امريكي على غرار قناة الجزيرة!!!
في ظل تصاعد الجدل حول منظمة ويكيليكس قبل عدة اعوام, طلب مني التعليق عن هذه المجموعة. وفي حينها فضلت كتابة رايي في مقال مفصل, بدلا من التعليق بعدة كلمات على الفيسبوك او تويتر. هذا المقال الذي نشر في صحيفتي النهار والعراقية الصادرتين في سيدني وذلك في منتصف شهر كانون اول/ ديسمبر 2010.
في ذلك المقال المفصل توقعت ان انشاء واطلاق منظمة الوكيليكس جاء لخدمة اجندات سرية غير معلنة. توقعاتي في ذاك المقال ان هذه الاجندات تمحورت لخدمة احدى قضيتين:
فاما ان التنظيم وما قام به من تسريب وثائق عن الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان يهدف الى تهيئة الشعب الامريكي للهزيمة والانسحاب المذل من هاتين الدولتين.
الاحتمال الاخر يتمحور حول تهيئة شعوب منطقة الشرق الاوسط لحروب اهلية واسعة او حتى لحروب اقليمية مدمرة.
لم يمض على نشر مقالتي 3 اشهر حتى بدا الدم العربي يتدفق شلالا فيما اصبح يعرف بالربيع العربي.
بالرغم من ان توقعاتي بدات تتحقق الا انني اردت التاكد اكثر عن تحليلي لحقيقة هذه الظاهرة. فقمت بالاتصال باكثر من صديق من صحافيي الشرق الاوسط وسياسييها ممن لهم اتصالات بدولهم واجهزة استخباراتها. لم يعطني احد اي اجابة شافية.
كان تنظيم الوكيليكس تنظيما سريا بشكل مطلق لاسباب لا يعرفها احد. حتى اجهزة الاستخبارات المحلية لم يكن لديها معلومات كافية موثقة.
وعندما تم الاتصال بي من اجل المساعدة في انشاء حزب الويكيليكس, كنت ما ازال مشتت التفكير. كان لدي شكوك قوية. كما انني قرات كثيرا عن تقارير مشككة بالوكيليكس.
قرات تقريرا عن لقاءات بين ممثلي ويكيليكس وممثلي السفارة الاسرائيلية للاتفاق بضمان عدم نشر ويكيليكس وثائق تحرج اسرائيل. وهذا ما حدث, حيث لم تسرب ويكيليكس اي وثيقة تدين اسرائيل او تحرجها.
كما قرات تقارير عن الاسباب الحقيقية لتوقيت تسريب وثائق عن سوريا, قبل ايام من اجتماع مجلس الامن لاتخاذ قرار بادانة سوريا والتمهيد للعدوان عليها.
وقرات الكثير الكثير عن هذه المجموعة.
ولكن بالرغم من كل هذه الشكوك, الا انني قررت المضي قدما في المساعدة بانشاء حزب الوكيليكس ولكن تحت شرط اساسي: ان اكون عضوا في الهيئة القيادية وليس عضوا عاديا. ولاخر لحظة كنت عضوا في المجلس الوطني وهو الهيئة القيادية في الحزب, ولم اكن حتى عضوا. كنت اريد التاكد بنفسي عن حقيقة هذه المجموعة السرية.
ستة اشهر كعضو في المجلس الوطني كانت كافية لتاكيد شكوكي, وشكوك الكثيرين.
فخلال 6 اشهر كعضو في المجلس الوطني - الهيئة القيادية العليا في الحزب, لم تكن لدي ادنى معرفة بما كان يحصل داخل الحزب. فلا اجتماعات عقدت. ولا توجد هناك عضوية فاعلة. كما انه لا توجد نية لتفعيل اي عضوية لتصبح فاعلة. ولم نحصل على اي كشف حسابات عن الوضع المالي للحزب. ولا توجد مشاورات بشان القضايا المختلفة. كما انه لا توجد سياسات معلنة بشان اي قضية مهمة او غير مهمة. ولا يوجد مكتب للحزب. كما انه لا توجد ملفات محفوظة... لا شيء على الاطلاق يوحي باي نشاط للحزب او يوثق اي نشاط او قرار.
كان الحزب كله في يد شخص واحد: جون شيبتون, والد جوليان اسانج (هل تلاحظون فرق الاسم!!!)
قام جون بعقد كل الصفقات. قام بجميع الاتصالات. هو من اختار اعضاء المجلس الوطني. وهو من اختار المرشحين في الانتخابات. وجون هو الذي قرر صفقة الاصوات التفضيلية. قام بكل هذا بعد اتصالات تلفونية غامضة, كانت مع ابنه كما يدعي.
هذه السرية التامة ليست فقط مخالفة للمبادئ التي اعلنت الوكيليكس عن نيتها مقاومتها, بل هي مؤشر واضح على ان من يعتمدها لا يمكن ان يكون الا جهاز استخبارات (او فرع منها).
عندما اجتمعت مع القنصل الفخري السوري في شهر اغسطس/اب الماضي لتنظيم الزيارة التضامنية لدمشق وعندما تم اقتراح دعوة حزب ويكيليكس للمشاركة في الوفد, لم نكن نتوقع موافقة الحزب على المشاركة. ففاجئنا الحزب بالموافقة. بل ان قرار الموافقة على المشاركة كان فوريا تقريبا. هل كنت مقنعا لهذه الدرجة!!!
بوصولنا الى دمشق وبالرغم من بعض المصاعب وسوء الفهم والعراقيل, الا ان جون بدا يتحفنا بطلبات غريبة عجيبة.
فمبجرد وصولنا الى دمشق, هذه المدينة التي لم يزرها جون قط من قبل وهي مدينة تمر بظروف صعبة من عنف وارهاب, اول ما قام به جون هو التوجه الى باب الفندق للخروج "في نزهة قصيرة في شوارع دمشق". تخيلوا معي: رجل ابيض, لا يعرف العربية, ولا يوجد لديه اي صديق في المدينة, وليس لديه اي معرفة عن ثقافة البلد, ولا يملك اي نقود سورية واول ما يقوم به هو محاولة الخروج الى الشارع والاختلاط بالناس.
وعندما تم ايقافه, خوفا على سلامته في المقام الاول, انفجر جون بوجه رجال الامن وهدد بالخروج بالقوة حتى لو تم القبض عليه.
ثم جاء جون بطلب غريب عجيب. طلب من السلطات السورية تخصيص مصور محترف لحزب الوكيليكس ياتمر بامر جون ويصور كل ما يطلبه منه. وكرر هذا الطلب بشكل يومي حتى ساعة مغادرتنا لدمشق.
بمجرد عودتنا الى سيدني, طلب مني تنظيم لقاء مع السفير الايراني. كما طلب مني تنظيم لقاءات مع مشايخ وقيادات الجاليات الاسلامية, خصوصا الشيعية منها. الهدف كما قال هو "من اجل توحيد كل الجهود لدعم سوريا" .... وكان ويكيليكس ليست هي الجهة التي سربت الرسائل الالكترونية الخاصة للرئيس السوري وزوجته قبل انعقاد مجلس الامن لاستصدار قرار بغزو سوريا.
بعد كل هذا, نتساءل:
1- لماذا حزب الوكيليكس مهتم فقط بزيارة ايران وسوريا ولقاء سفراءها ومسؤوليها؟
2- اذا كان هذا الحزب "ثوريا" لهذه الدرجة, لماذا لم تنعكس هذه الثورية على سياساته وقراراته؟
3- لماذا الاصرار على زيارة سوريا مرة تلو مرة, في محاولة لاقامة علاقات شخصية وثيقة ؟
بعد كل هذه الملاحظات نستطيع ان نخلص الى ان مجهودات الوكيليكس خلال السنين القليلة الماضية كانت موجهة لاختراق سوريا وايران وحلفائهما ومؤيديهما, هنا في استراليا او في الخارج. وبالاخذ بعين الاعتبار نوعية الوثائق المسربة عن سوريا والمقاومة والسرية المطلقة المحيطة بالوكيليكس, فانني لا اصدق ان هذا المجهود انساني تقدمي او عابر. كما انني لا اعتقد ان هذه المجهودات هي للحصول على اصوات انتخابية فقط. فكان يكفي زيارة تضامنية واحدة لسوريا للحصول على اصوات جمهور المقاومة, ولا داعي لتكرار هذه الزيارات كل شهرين. كما انه لا داعي لزيارة السفراء. وكانت الزيارة الى دمشق ستحقق الشعبية اللازمة باخذ صور وافلام فيديو من كاميرا شخصية, بدلا من المطالبة بمصور محترف يصور كل الشوارع وكل الوجوه في دمشق.
عندما انطلقت قناة الجزيرة الفضائية, الجميع اعتقد انها ستقوم بعمل جبار من اجل انهاء سيطرة وسائل اعلام مردوخ على صنع الاخبار والاحداث حول العالم. لنكتشف بعد عشر سنوات من انطلاقها انها لم تكن سوى اداة صنعتها الاستخبارات المركزية الامريكية لتعيد صياغة التاريخ ولتشعل حروب ونزاعات تخدم السياسة الامريكية.
وبالنسبة لي فان الوكيليكس بكل اشكالها لا يعدو كونها قناة جزيرة جديدة, بعد انكشاف دور الاخيرة. حتى انها استعملت نفس الادعاءات التي استخدمتها الجزيرة "بنشر الحقائق وانهاء السرية", بينما هي تمارس اسوء انواع السرية المطلقة.
ملاحظة اخيرة: هل من المصادفة ان يكون وضاح خنفر (مدير قناة الجزيرة الاسبق وعميل السي اي ايه حسب وثائق سربتها الوكيليكس) صديق مقرب لجوليان اسانج (مدير الوكيليكس)!!!
سنتابع قريبا نشر المزيد عن هذا الموضوع.... فانتظرونا
Subscribe to:
Posts (Atom)
My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?
After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...
-
I should mention here that when the crisis erupted in Syria more than a year ago, I was not supporting President Assad. At that time, I decl...
-
Bravo, bravo, bravo and million bravos. It is confirmed by the Tasmanian Greens leader and the Australian Greens leader: the Greens is seeki...
-
Despite the fact that the police choppers are hovering over our heads in Western Sydney suburbs on daily basis for the last few months. And ...