حسب
عضو مجلس الشعب السوري نبيل صالح فالكل
انتصر, بالرغم
من انه ادعى انه كان اكبر الابطال والمنتصرين
في الضجة التي اثارها حول المرسوم 16
الخاص
بعمل وزارة الاوقاف.
هذه
الضجة التي يبدو انه كان مخططا لها ان
تكون القشة التي ستقسم ظهر الدولة السورية
فالدولة
والتي اصبحت قاب قوسين او ادنى من تحقيق
انتصار على اشرس ازمة واجهتها سورية خلال
تاريخها الحديث, كان
من الممكن ان تاخذها العاصفة التي اختلقها
نبيل صالح الى نتائج لا يمكن التنبء بها.
فبين
ليلة وضحاها تطور النقاش حول مرسوم عادي
جدا ولا يحمل اي ابعاد مهمة,
الى
دعوات للتظاهر بالكنزات الحمر ودعوات
لشل حركة الدولة “منعا لاسلمتها وتسليمها
للوهابيين”. بالرغم
من ان المرسوم يحدد الوهابيين والاخوان
المسلمين وبالاسم كاعداء للدولة وللاسلام
وللانسانية
ولا
نعرف كيف انتصر نبيل صالح,
بالرغم
من ان حملاته المسعورة ضد الدولة وضد
المرسوم نفسه باءت بالفشل الذريع وعلى
كل الصعد
فالدعوة
الى العصيان المدني والتظاهر في الشارع
باللون الاحمر فشلت فشلا ذريعا عندما لم
يتجاوب احد مع هذه الدعوات في رسالة واضحة
ان الشعب السوري قد وعى الدرس وانه لن
ينجر الى فتنة جديدة.
كما ان
مطالبات نبيل صالح بالغاء المرسوم
واستبداله بمرسوم يعلن لا دينية الدولة
ويشرع قمع المتدينين ايضا لم يتحقق
جل
ما تحقق على يد نبيل صالح وجوقته المشبوهة
هو تغييرات طفيفة على المرسوم المشار
اليه بالغاء فقرة السماح للاجنبي بالعمل
في المجال الدعوي واستبدال بعض التسميات
باخرى. فالفريق
الشبابي الديني استبدل بفريق الائمة
الشباب, وعمر
الائمة الشباب ارتفع من 18
عام الى
22. فهل
كانت هذه التعديلات الطفيفة تستدعي هذا
التهييج الطائفي والحقن الديني وشتم
الدولة والمطالبة باسقاط الحكومة والدعوة
الى عصيان مدني احمر يذكرنا بكوارث جورج
سورس الملونة حول العالم؟
وهنا
لا بد ان نتسائل عن البطولة التي اجترحها
نبيل صالح في هذا المجال؟ فهو ادعى ان
بطولاته في شتم الدولة وتهييج الاقليات
على اسس طائفية قد ادت الى تغيير 75%
من
المرسوم, وهذا
لم يحصل
منذ
اندلاع العاصفة والتي لم تكن لتاخذ هذه
الحدة الطائفية وهذا البعد الاعلامي
والشعبي لولا نفخ قوى خارجية باتت معروفة
للجميع, لم
يتحفنا نبيل صالح ورفاقه عن ماخذهم على
المرسوم سوى كلاما عاما تحذيريا من “اسلمة
الدولة” و”تحكيم نهج ابن تيمية في
الدولة”. وحتى
يومنا هذا لم يقل لنا نبيل صالح كيف كان
المرسوم في صيغته الاصلية سيعمل على تدمير
العلمانية في سورية.
كما لم
يخبرنا هذا العضو كيف عملت التعديلات
الطفيفة التافهة على تجنب تدمير علمانية
الدولة وكيف منعت تسليم مفاصل الدولة
للقوى الوهابية (غير
الموجودة اصلا في الحكومة ومؤسسات الدولة)؟
الشيء
الوحيد الايجابي في هذه الهمروجة هي انها
اثبتت ان جورج سورس وكل معادي لسورية
ودولتها من اجهزة استخبارات غربية وعربية
معادية اصبحت غير قادرة على احداث اي
تغيير جذري في المجتمع السوري الذي اصبح
اكثر مناعه من قبل.
فالالاف
الذين اندفعوا في بداية الازمة تحت مسميات
المطالبة بالديمقراطية والحرية وتشارك
السلطة متظاهرين ضد الدولة,
احجموا
هذه المرة عن الاندفاع وراء اكاذيب مشابهة
من نفس المصدر. فالازمة
كانت مريرة ومكلفة ولا يوجد شخص سوري عاقل
مستعد للمشاركة فيها,
بوعي
او بدون
كما
كشفت هذه الهمروجة/المؤامرة
عن وجوه جديدة من المتامرين (بوعي
او بدون وعي) لم
تتكشف حقيقتهم خلال الازمة.
وبعضهم
يبدو انه كان خلايا نائمة لسورس والاجهزة
الاستخباراتية المعادية كخطة بديلة عندما
تفشل الخطة الاصيلة في اسقاط الدولة عن
طريق الارهاب والتدخل الخارجي
انا
شخصيا من مؤيدي الديمقراطية والشفافية
والعلمانية ومدافع عن حق اي مواطن في
النقد. ولكن
هناك فرق بين نقد جاد مبني على حقائق ويسعى
للاصلاح والتغيير الايجابي,
وبين
محاولات تهييج الناس لاحداث شرخ خطير بين
الدولة وابنائها لاحداث تغيير جذري في
بنية الدولة وعقيدة نظامها
مؤامرة
جديدة تطوى على سورية بفضل يقظه الدولة
ووعي شعبها