في اذار من هذا العام وبعد زيارات متعددة الى طهران ودمشق وبيونغيانغ, ظهر تيم انديرسون في الكيان الاسرائيلي الغاصب. بدون انذار او مقدمات. وبعد ان قضى حوالي اسبوع هناك, غادر انديرسون الاراضي الفلسطينية المحتلة دون ان نعرف اي شيء عن الزيارة, سوى بعض صور لاطفال يلعبون في الشوارع وحواجز عسكرية اسرائيلية. صور يمكن التقاطها باستعمال جوجل الارض
تيم المغرم بالتقاط الصور مع اي شخص في اي دولة يزورها, سواء مسؤول ام غير مسؤول, يزور كيان الاحتلال دون ان ينشر اي صورة له مع مضيفيه او مستقبليه مما يدل بشكل قطعي ان الزيارة لم تكن بدعوة من اي
مسؤول فلسطيني او اي منظمة فلسطينية او مؤيدة لفلسطين. واذا علمنا ان تيم ليس فلسطيني وبالتالي فهو لم يزر كيان الاحتلال لزيارة فرد من العائلة. كما اننا لا نعلم انه كان هناك مؤتمر بشأن حقوق الشعب الفلسطيني او نشاط دولي لتاييد نضال الشعب الفلسطيني خلال زيارته لكيان العدو. بتجميع كل قطع الاحجية تكون الصورة قد اكتملت عن سبب الزيارة وما تم فيها, حتى لو لم يطلعنا احد على اي تفاصيل
وهنا يجب ان نلفت الانتباه ان علاقات تيم انديرسون مع كيان الاحتلال قديمة جدا. ففي بداية سبعينيات القرن الماضي كان تيم انديرسون مسؤول في تنظيم هندوسي متطرف عمل بجد في خدمة المشروع الصهيوني. فتنظيم اناندا مارجا الارهابي عمل بشكل منظم وعنيف من اجل تدمير حكومة انديرا غاندي المعادية لاسرائيل والمؤيدة بشدة لنضال الشعب الفلسطيني. بل ان التنظيم الارهابي الذي كان تيم انديرسون يشغل المتحدث الرسمي باسمه في استراليا شن هجمات ارهابية عديدة في استراليا وحول العالم لاحراج حكومة غاندي عملا على اسقاطها خدمة لمصالح الكيان الغاصب. هذه الهجمات التي توجها تنظيم اناندا مارجا الارهابي بتفجير فندق الهيلتون في قلب العاصمة سيدني
ولا يخفى على احد ان حكومة انديرا غاندي عادت اسرائيل طوال سنوات حكمها ورفضت اقامه اي علاقات ديبلوماسية معه. كما رفضت اي علاقات اقتصادية او علمية او رياضية مع الكيان الغاصب. وفي المقلب الاخر, قدمت حكومة غاندي كل المساعدات الممكنة للشعب الفلسطيني
هذه هي الحكومة التي حاول تيم انديرسون وتنظيمه الارهابي وبكل السبل على اسقاطها
وبالرغم من ان تيم انديرسون نفى ان يكون قد شارك في العمليات الارهابية لتنظيم اناندا مارجا, برغم كل الوثائق التي تثبت العكس. الا انه لم ينف مطلقا انتماؤه لهذا التنظيم وعضويته الفاعلة فيه. كما لم ينف مشاركته الهدف المعلن للتنظيم باسقاط حكومة انديرا غاندي المعادية لاسرائيل
وفي تاريخ تيم انديرسون لا توجد اي نقطة مضيئة قد تشكل حاله فخر لاي انسان سوي. لقد كان تيم انديرسون دائما في الجهة الخطأ من التاريخ
حتى في مشاركته في حملات الدفاع عن سوريه في مواجهة المؤامرة الدولية, فان نشاط تيم انديرسون كان مدمرا. فمنذ عام 2012, نشط تيم انديرسون في محاولة تدمير شبكات الدفاع عن سورية عن طريق محاولة ضرب وحدة الحركة التضامنية ومحاولة تدمير نشاطات العشرات من الكتاب والناشطين والاكاديميين المحترمين. لم تسلم شخصية محترمة واحدة من محاولات تيم المساس بها ومحاولة تدمير عملها. ونستطيع ذكر اسماء الكثر ممن هاجمهم تيم وعصابته وشتمهم باقذع الشتائم ووجه لهم اتهامات ما انزل الله بها من سلطان. فتيم اتهم كاتبة محترمة مسيحية بانها وهابية متطرفة متعاطفه مع داعش. وقاد هجوم غير مسبوق على ناشط بريطاني من اصول سورية اتهمه انه ليس شخص حقيقي وانما واجهة لمخابرات اجنبية. كما اتهم الاخرين بانهم مخابرات اسرائيلية. كل ذلك دون ابراز دليل واحد على كل هذه التهم والشتائم
وقبل ايام اثار تيم انديرسون وتابعه الذليل جاي ثارابيل عاصفة في استراليا بعد ان رفع الاثنين شعارات معادية لليهود باسم تاييد المقاومة الفلسطينية واللبنانية. ولا ندري كيف ان شتم اليهود قد يفيد نضال الشعب الفلسطيني العادل او يفيد في انقاذ الشعب اليمني من العدوان عليه؟
بل ان شتم اليهود مخالف لكل الممارسات الثورية للثورة الفلسطينية التي حرص قادتها ومنذ انطلاقتها على الاعلان ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ليس صراعا دينيا وانما حركة تحرر وطنية ضد احتلال استيطاني غاشم
كما ان ايران اعلنت منذ انتصار ثورتها الاسلامية انه لا توجد مشاكل مع اليهود, بل وقدمت ميزات كبيرة لليهود في ايران
كما ان حزب الله وفي كل ادبياته يفرق بين الصهيونية واليهودية ويعلن بان المقاومة اللبنانية هي لتحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني
اذا ما الداعي لاستعمال تيم انديرسون وجاي ثارابيل عبارات مهينة بحق اليهود؟
نعتقد جازمين ان حملتنا التي قدناها خلال الاشهر الماضية لتعرية حقيقة اكبر شبكة تجسس اسرائيلية اخترقت سورية هي التي كانت وراء لجوء تيم انديرسون لمحاولة استخدام عاصفة اعلامية للتغطية على حقيقة الاجندات التجسسية لهذه الخلية
كما ان العاصفة الاعلامية المنددة باستخدام هذين الشخصين المدعيان زورا وبهتانا تاييد سورية وتاييد المقاومة الفلسطينية يهدف لتشويه القضية العادلة لنضال شعبنا الفلسطيني وتشويه صورة الدولة السورية. فلولا تدخلنا على خط استنكار العبارات المهينة التي استخدمها تيم وجاي بحق اليهود, كانت الصحافة الاسترالية ستبدأ بالهجوم على حركات الدفاع عن فلسطين وسوريا بوصمها بمعاداة السامية مستخدمين ما قام به هذين المشبوهين كدليل ومبرر
لا يوجد شك لدي ولو للحظه واحدة ان المخطط وراء العاصفة التي اراد تيم ان يثيرها طبخت خلال زيارته الى كيان العدو الاسرائيلي. هذه الزيارة التي نظمت للتباحث في كيفية انقاذ عمل الخلية التجسسية التي تسللت الى سوريا واحتواء تداعيات انكشاف امرها وانقاذ ما يمكن انقاذه. هذه الخلية التي يقودها الجاسوسين المعروفين ريك ستيرلنج وبول لارودي والممنوعين من دخول سوريا منذ عام 2015 بعد انفضاح نشاطاتهما التجسسية
ان لجوء الموساد الاسرائيلي الى تكتيكات اثارة عواصف اعلامية باستخدام شتائم ضد اليهود هو دليل على المحاولات المستميتة له لانقاذ اكبر خلية تجسس تسللت الى سوريا وانقاذ ما حققته من اختراق كبير في الدولة السورية
سؤالنا الاخير لتيم انديرسون: اين عقدت اجتماعاتك مع الموساد خلال زيارتك الاخيرة لكيان العدو؟