Tuesday, September 19, 2017

حقيقة الغربيين "اصدقاء سوريا": هل يفيد الحج والناس راجعه؟



دعوني اذكر بداية ان الازمة السورية ابتدأت في منتصف شهر اذار/مارس 2011. نعم في بداية عام 2011. وتذكروا هذا التاريخ جيدا بعد ان ابدأ بسرد حقيقة المشبوهين الغربيين الذين ظهروا في نهاية عام 2015. وخلال عامين اعلنوا انهم انقذوا سوريا من الهزيمة والتقسيم.

كما يجب ان اذكر ايضا ان المؤامرة على سوريا كانت تعتمد بالدرجة الاولى على نظرية "البلتزكريج", اي مفاجئة الخصم (الدولة السورية) بهجوم ساحق على عدة مستويات تؤدي الى شلل مؤسسات الدولة وانهيارها السريع. تماما كما حدث في تونس ومصر في بداية ما سمي بالربيع العربي. وبالتالي فان الدولة السورية كانت محتاجة للتضامن والمساعدة في الاشهر والسنوات الاولى للازمة.

ان الحرب الاعلامية كانت على اشدها منذ ما قبل اندلاع الازمة وكان المطلوب من اصدقاء سوريا الحقيقيين التحرك بسرعه لفضح المؤامرة في بداية عام 2011. لذلك وعندما قام الناشطون من اصدقاء سوريا الحقيقيين بتنظيم حملات الدفاع عن سوريا, تعرضوا الى ما تعرضوا له من اعتداءات وتهديدات.

هذه المقدمة كانت مهمه لتسليط الضوء على حقيقة ان سوريا واجهت اكثر الاوقات صعوبة في العامين الاولين للازمة. فالمتامرون سخروا مليارات الدولارات ومئات الاف الارهابيين ومئات وسائل الاعلام لتمرير اكاذيب ان ما كان يحدث في سوريا هو ثورة سلمية في مواجهة نظام دكتاتوري قاتل لشعبه. كمقدمة لتسهيل تفسخ الدولة السورية (كما حدث في تونس ومصر واليمن) او كمقدمة لتدخل غربي عسكري كما حدث في ليبيا.

كما انه من النافل للقول ان الدول المتامرة قد وضعت خطة الف وخطة باء وخطة جيم, للتعامل مع اي فشل لاي من الخطط الاولية. وهذا ما حصل.

وهذا يفسر كيف فجأة وبدون انذار ظهرت مجموعات "ناشطين" من شخصيات لم يسبق لها ان عملت في الشأن السوري او اطلعت على طبيعة المجتمع السوري. هذا الظهور المتاخر في منتصف عام 2014 يرسم الف سؤال وسؤال, من مثل:
- لماذا هذا التاخر المريب في الظهور على المسرح السوري, بعد ان فشلت المؤامرة في احداث انهيار شامل للدولة؟
- كيف من لم يزر سوريا ابدا في حياته اصبح خبيرا في الشأن السوري وضليعا بخفايا المجتمع السوري؟
- لماذا عادى هؤلاء الناشطون المتاخرون كل مجموعات الدعم الحقيقية التي ظهرت منذ اليوم الاول للازمة؟
- من اين حصلت هذه المجاميع المتاخرة على كل الدعم الذي مكنها من تصدر المشهد وتنظيم شبكات الدعم والتحرك بحرية بين الدول ونقل اموال طائلة الى داخل سوريا بعيدا عن اعين الدولة السورية؟
- السؤال الاهم هو ماذا استفادت سوريا من كل هذه المجاميع التي ظهرت على مسرح الاحداث بعد ان اجتازت الدولة السورية مرحلة الخطر وبدأت باستعادة زمام الامور والهجوم المعاكس وتحرير ما تم احتلاله من المجاميع الارهابية المتوحشة؟

فظهور فانيسا بيلي وايفا بارتليت وجميع افراد خليتها المتاخر المتزامن مع بدء معركة تحرير حلب, جاء متاخرا كثيرا ولم يحقق اي فائدة تذكر للدولة السورية والشعب السوري. فالدولة السورية كانت بحاجة لهذا الظهور عندما احتلت المجاميع الارهابية مناطق واسعة من حلب وليس عندما اندحرت منها. وفي عام 2015 عند ظهور هذه الخلايا المنظمة المشبوهة في سوريا, كانت الدولة السورية قد حررت الكثير من المناطق الاستراتيجية (القصير والقلمون الشرقي ومناطق واسعه من الغوطة ووو). كما ان الحليف الروسي بدأ تدخلا عسكريا حاسما لتدمير الارهاب واعلن انه لن يسمح بتدمير سوريا. وبالتالي وفي لحظة ظهور هذه الخلايا المشبوهة, كانت الكفة راجحة للدولة السورية ونهاية الازمة اصبحت قاب قوسين او ادنى. وظهور هذه الخلايا المشبوهة لم يحقق شيئا ملموسا, سوى اخذ الصور مع المسؤولين السوريين والادعاء الكاذب بانقاذ سوريا من التقسيم.

كان يمكن لهذه الشخصيات لو كانت صادقة ان تلعب دورا في اغاثة الشعب السوري بمساعدة بعض ضحايا الارهاب النازحين من بيوتهم او العائدين الى بيوت دمرها الارهاب. ولكن هؤلاء سلكوا طريقا اخر شائن بتهريب مئات الاف الدولارات بعيدا عن اعين السلطات السورية. ويحق لنا ان نسأل الان: لمن هربت (بضم الهاء) هذه الاموال ولاي هدف؟

كما تزامن هذا الظهور المتاخر مع بدء اعتراف الدول المشاركة بالمؤامرة ان هناك ارهابا في سوريا, وان هذا الارهاب قد ينتشر الى كل العالم. هذا الاعتراف الذي يعتبر في نظر الكثيرين اعترافا بهزيمة المؤامرة ومشروع تدمير الدولة السورية كمقدمة لتقسيمها وتقسيم المنطقة. وبرايي وراي الكثيرين فان هذا الظهور المتاخر في هذه اللحظة هو الخطة "ب" للدول المتامرة على سوريا لتحقق ولو جزء من المؤامرة.

الدول المتامرة وعلى راسها الولايات المتحدة ادركت تماما ان الفرصة الذهبية لاختراق سوريا على اكثر من مستوى قد لا يتكرر بعد انتهاء الازمة وعودة الدولة للسيطرة على كامل اراضيها ومقدراتها. ولذلك فقد كان من المهم لاجهزة الاستخبارات الغربية ان تقوم بزرع خلايا تجسسية واختراق المجتمع السوري متسللة تحت مسميات "التضامن مع سوريا" و "الدفاع عن سوريا" و "كشف حقيقة المؤامرة على سوريا" بعد ان ادركت هذه الدول ان المؤامرة لن تحقق تدمير الدولة السورية. وهذا يفسر سر مئات الاف الدولارات المهربة الى سورية لشراء ذمم سوريين معدمين او تجار حروب او عملاء ينتظرون شراء ذممهم. والمعلومات الموثقة التي قدمناها للسلطات السورية عمن هرب الاموال ولمن دفعت ولماذا دفعت, بالوثائق والمستندات وشهادة شهود العيان كافية لكشف الكثير من الخلايا النائمة التي تم تجنيدها ومن جندها.

وهنا يحق لنا ولكل محبي سوريا ان نسأل كيف اصبحت فانيسا بيلي وايفا بارتليت وجانيس كورتكامب خبراء في الشان السوري حتى قبل ان تطأ ارجلهم ارض سوريا. بل اننا نؤكد ان معظم هؤلاء وبسبب جهلهم وقلة ثقافتهم ما زالوا يجهلون الف باء السياسة السورية وطبيعه البلد, برغم زيارتهم لسوريا مرارا ولمدد طويلة. ومعظمهم ما زال يردد كالببغاوات كليشيهات عامة (يبدو انهم تعلموها على يد نفس المدرب) الغاية منها ان يحصلوا على اعجاب وتقدير الدولة السورية ومحبيها ومؤيدي سياستها. ان كل هذه الاسماء لم تقدم اي رواية مقنعه ومحترفة قد تلفت انتباه اي وسيلة اعلام عامة محترمة او مركز ابحاث محترم. ولهذا فان جل ما قدمه هذا الفريق هو تكرار ممجوج لشعارات العامة من مؤيدي الدولة لم يقدم او يؤخر في كسب الرأي العام العالمي وكشف حقيقة المؤامرة على سورية. والواضح ان كل ما كانوا يسعون اليه هو شهرة بين مؤيدي الدولة السورية تستخدم لاحقا كمنصة للانقضاض على الدولة في اللحظة المناسبة, تماما كما فعلت قناة الجزيرة القطرية بعد ان كسبت شعبية عارمة بعد تسويق مقولة "الحيادية" و "الراي والرأي الاخر" و "الشفافية المطلقة في الاحتراف المهني".

ثم ياتي التساؤل الاكبر عن سبب معاداة هؤلاء ومنذ ظهورهم لكل اصدقاء سوريا الحقيقيين الفعالين ومنذ بداية الازمة. فلماذا عادى هؤلاء المشبوهين العائلة قاضي والتي كان لها فضلا كبيرا ومنذ بداية الازمة في كشف حقيقة المؤامرة ووضعها في سياقها التاريخي لتدرج تامر الدول الغربية على محور المقاومة. فبدلا من التعاون لتوحيد جهود فضح المؤامرة, شن هؤلاء المشبوهون حملة بلا هوادة ضد العائلة متهمين اياها مرة بالعمالة للموساد ومرة بالوهابية. وقد اخبرت شخصيا من قبل احد هؤلاء بان العائلة وهابية متطرفة. ولم يخبرني هذا الجهبذ كيف يمكن لوهابية ان لا ترتدي النقاب او الحجاب على اقل تقدير. وكيف يمكن لوهابي ان يمدح الزعيم جمال عبد الناصر.

ثم شن هؤلاء المشبوهون هجوما حادا على كل اصدقاء سوريا الحقيقيين من ابنائها او مؤيديها بدءا بهجوم عفن على نعسان ترك وزاك الصواف وكيلي المقدسي وانتهاء بحضرة جنابي.

منذ منتصف 2015 ونحن نتعرض لهجوم تلو الاخر من مجموعه المشبوهين. وبدلا من معاونتنا بجمع تبرعات لسوريا (اوصلنا حتى الان عشرات الاف الدولارات وتبرعات عينية من ملابس وعكاكيز وحرامات..), قامت مجموعه المشبوهين بحملات تشويه داعين اصدقاء سوريا لعدم المشاركة في هذه الحملات. ولم نكن لنابه كثيرا لو قاموا هم بحملات جمع تبرعات. بل لكنا دعمناهم والغينا حملاتنا المتكررة.

اذا فالاجندات واضحه لمجموعه المشبوهين: تدمير شبكات الدفاع الحقيقية عن سوريا, وبالتالي حرمان سوريا من الاستفادة من خدمات الصادقين من محبيها. في مقابل تقديم انفسهم كمدافعين عن سوريا وكسب تاييد وتعاطف الدولة والشعب السوري لتسهيل مهمة اختراق المجتمع السوري وتجنيد عملاء ومخبرين لاجهزة الاستخبارات الغربية المعادية.

اجهزة الاستخبارات الغربية المعادية اعتمدت في نجاح مخططاتها بارسال هؤلاء المشبوهين لاقامة شبكات تجسس وخلايا نائمةعلى عدة امور:
- ضعف الدولة السورية وانشغال الاجهزة الامنية بمحاربة مئات الاف الارهابيين في سوريا, مما سهل تسرب مجموعه كبيرة من المشبوهين الى سوريا.
- ضعف الاقتصاد السوري وبالتالي ترحيب السلطات السورية باي دعم مادي قد يقدمه هؤلاء "الناشطين" ولو كانوا متاخرين كثيرا على قاعده "ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي مطلقا".
- القاعدة العربية الثابته "الافرنجي برنجي", اي انبهار الشعوب العربية (والسلطات العربية) باي شيئ غربي دون التدقيق اللازم.

والسؤال الاهم الذي يبرهن بما لا يدع مجالا للشك على اجندات هؤلاء المشبوهة هو: من اين اتى هؤلاء الناشطون الفقراء الذين لم يعملوا في اي وظيفة خلال عقد من الزمان بكل الاموال التي تمكنهم من السفر المتكرر بين دولهم وسوريا والاقامة في سوريا لاشهر وفي فنادق خمس نجوم وانشائهم مواقع اخبارية واذاعات رقمية؟

فانا وبعد كل زيارة الى سوريا, احتاج الى اشهر لاسدد الديون المتراكمة علي بسبب هذه الزيارة. وكل من يعمل معنا في الشبكة معدمون فقراء لانشغالهم بالشان العام واهمالهم للامور المادية. كل ذلك دون ان نسافر عدة مرات بين كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وسوريا ولبنان والمكسيك والاقامه اشهر في كل دولة وفي فنادق خمس نجوم. ناهيك عن ادخال مئات الاف الدولارات وتوزيعها سرا على عملاء مجندين.

ثم ياتي السؤال الاخير وهو: ماذا استفادت سوريا فعليا من ظهور هؤلاء المتاخر على الساحة السورية؟

الجواب البسيط: لا شيء. فسوريا عام 2015 كانت قد تجاوزت الخطر باسقاط الدولة وتقسيمها. والمؤامرة كانت قد بدأت خيوطها تظهر للجميع واضطرت حكومات الدول المتامرة للاعتراف بوجود الارهاب في سوريا. والحليف الروسي كان قد بدا هجوما عسكريا واسعا لتدمير اوكار الارهاب وتمكين الدولة السورية من استعادة الاراضي التي فقدتها. وقصص الثورة السلمية باتت ممجوجة لا يصدقها احد. فما فائدة ما قام به هؤلاء المشبوهون؟

حتى ادعاءات ان هؤلاء المشبوهين ساعدوا في كشف حقيقة ما يحدث هو ادعاء كاذب. فبدون التعاون مع وسائل الاعلام العامة, تكون روايات هؤلاء وشهاداتهم المؤيدة للدولة السورية بلا فائدة. فعندما تنشر ايفا بارتليت مقالا على احدى المواقع الوهمية التي تديرها هي او رفيقتها بالتجسس فانيسا بيلي, فان عدد القراء لن يتجاوز الف او الفين. ومعظمهم من اصدقاء سوريا المطلعين على الوضع والمصدقين للرواية الرسمية السورية. حتى ظهور لمرة او مرتين على شاشات تلفزيونات فضائية مؤيدة للدولة السورية كالفضائية الروسية او الايرانية, فهو ايضا محدود الاهمية باعتبار ان الراي العالمي الغربي لا يتابع فضائيات وخصوصا فضائيات معادية كما يصورها النظام الغربي.

دون اشراك وسائل اعلام عامة محلية كل في بلده (بريطانيا, كندا, امريكا, استراليا...) فالتاثير على الراي العام الغربي محدود جدا ويكاد يكون معدوما. وكل هؤلاء المشبوهين لم يكن لهم اي تواجد في وسائل الاعلام العامة الغربية.

كما ان ادعاء هؤلاء المشبوهين انهم انقذوا سوريا من الهلاك هو احتقار لتضحيات الشعب السوري والجيش العربي السوري والقيادة في سوريا. كما ان هذا الادعاء الوقح هو احتقار لعلي العلي الذي تلقى رصاصات الحقد الوهابي بسبب نشاطه لدعم سوريا في قلب مدينة سيدني. وهو احتقار لتضحيات علي ديوب وعلي العيساوي والحريري وغيرهم ممن فقد محل رزقه او تعرض لهجوم غادر بسبب مواقفه من الازمة. كما انه ادعاء وقح يبصق عليه طفلي خالد الذي اضطر ليعيش في رعب تام لاكثر من 5 سنوات بسبب نشاطاتي في فضح الارهاب في سوريا.

الى جواسيس السي اي ايه اقول: اجنداتكم فضحت. فارحلوا عن بلادنا. فالحج في غير زمانه حرام ومضيعة للوقت, وقد يكون لتحقيق اجندات التجارة بالمبادئ من اجل مصالح خاصة.

No comments:

My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...