ما اشبه اليوم بالبارحة!
جمال داود – سدني
"من كان يعبد محمدا، فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله، فالله حي لا يموت" ابو بكر الصديق (رضي الله عنه)
ذكرت هذا القول بعد ان شاهدت التهويل والمبالغة (الى حد القرف الاخلاقي) في استذكار الفقيد رفيق الحريري، وخصوصا في هذه الايام. فقبره اصبح محجا اهم من قبر الرسول (صلعم). وزوار هذا القبر يمتدحون الفقيد وكانه قديس او نبي.
وكلمات اهل الفقيد ومحبيه (الذين اكتشفوا محبته بعد اغتياله فقط) تثير الغثيان الى حد القيئ.
وما اشبه اليوم بالبارحة. وكأننا لم نتعلم من دروس التاريخ القاسية اي شيئ
فمعاوية واصدقاءه من التجار والمتاجرين يعودون اليوم ليلوحوا بقميص عثمان الملطخ بالدماء، ليبرروا عشقهم للسلطة والمال واستعدادهم للمتاجرة بكل شيئ في سبيلهما
تجار بني امية يعودون مجددا للمطالبة بتسليم قتلة عثمان، والا فالى صفين والجمل
تجار السلطة مشغولون بحياكة المؤامرات، متلطين بقميص عثمان، ملوحين به كلما سائلهم احد عن جرائمهم في الجامعة العربية وعين علق وقبلها في كفار متى وصبرا وشاتيلا والمتحف
وكأن دم عثمان اغلى من دماء الالاف الذين سيسقطون مجددا في الجمل و صفين وساحة الشهداء
كأن دم عثمان اطهر من دماء اطفال صبرا وشاتيلا، الذين ضحى بهم معاوية الحريري وتحالف مع قاتلهم الكتائبي - القواتي
كأن دم عثمان اهم من شرف الامة وكرامتها واستقلالها
كأن دم عثمان اهم من الاف السنين من العيش المشترك والمصير المشترك والهدف المشترك
كأن دم عثمان اهم من شرف الاقصى الذي تستباح حرمته كل يوم، وقداسة المهد وبرائة اطفال بيت حانون، وطهارة نساء الجنوب
معاوية يطل براسه مرة اخرى، ليقول: تجارتي واموالي وسلطتي، والا فعلى لبنان السلام
معاوية المتدثر بحرير عائلته ومعه يزيده السنيوري، اتقنا دراسة التاريخ واعادة تقمص شخصيات التجار الامويين والتلطي بقميص عثمان
معاوية اعاد تحالفاته مع اعداء الامة من خوارج ومارقين واجانب
وكله من اجل عثمان!
ويا لهذا العثمان
عثمان المشاريع المليارية، في بلد اصغر من ان تحتمل سوق عكاظ
عثمان الانفتاح والسوق الحرة وديون نوادي باريس ولندن وصندوق النقد الدولي، بعد ان استلم بلدا خرج من حرب اهلية ضروس بلا قرش واحد للدائنين
عثمان الارتهان لارادة عائلات مالكة لكل شيئ الا للحد الادنى من الاخلاق والقيم والشرف
الم يكف تاريخنا معاوية واحد، يزيد واحد، عمرو واحد، وصفين واحدة
الم يكف تاريخنا قميص واحد، مرغ به معاوية ويزيده التاريخ دما وحقدا وكذبا
معاوية هذه المرة ليس مؤزرا بجيوش المماليك، مماليك السلطة والدنانير فحسب، بل مؤزرا بقوات اليونيفيل والمتعددة الجنسيات
معاوية هذه المرة تحالف مع الشيطان الصهيوني ليحقق مطامحه بالبقاء في السلطة
وارثي لكم يا ابناء عثمان
اضحكني من شدة حزني تباكيكم المحموم على دم عثمان، زيارتكم لضريحه العالي كلما "دق الكوز بالجرة" وكلما اراد سيدكم الامريكي-المتصهين خدمة دنيئة وكلما فقدتم القدرة على الاقناع بالحجة، فلجأتم للابتزاز العاطفي اللا-أخلاقي
معاوية ويزيد القابع في السراي
ابشركم انه لن تكون هناك لا صفين ولا جمل جديدة
لن تكون هناك كربلاء ولا اغتيال للحسين مرة اخرى
تراهنون على الجهل المجبول بالخوف من المجهول، ونراهن على ان المرحلة قد صقلت ابناء بلاد الشام وعلمتهم الدرس جيدا
تراهنون على الابتزاز العاطفي المجبول باحترامنا للاموات، ونراهن على ان قضية لبنان اصبحت قضية عالمية مفصلية هامة على طريق هزيمة الشر المطلق ومشروعه للشرق الاوسط الجديد، على طريق تحرير فلسطين والعراق و و و
تراهنون على حصان خاسر، خسر في عقر داره في واشنطن و تل أبيب، والرؤوس ما تزال تتدحرج
لكنكم لا تريدون، كاي مقامر خاسر، ان تصدقوا ان حصانكم قد خرج من الحلبة مهزوما
بؤسا لكم ولغبائكم
كل ما اعرفه ان سواعد من هزم "الجيش الذي لا يقهر" قادر على هزيمة مجموعة من المقامرين الذين خسروا انفسهم منذ مدة طويلة ، قبل ان يخسروا رهانهم
وهذا ليس خطابا طائفيا، فكاتبه سني يؤمن بالمساواة بين البشر. فدم عثمان، ورفيق وبيار ليس اهم من دم اي طفل يقتل يوميا في غزة او عين علق او كولومبيا او الكونغو.
فمن كان يعبد رفيق الحريري، فان الحريري قد مات. وقاتله سيحاكمه التاريخ ثم رب العالمين، وليس ميليس او براميرتس.
فكفاكم بهرجة وكذبا، وعودوا الى رشدكم ثم عودوا الى تجارتكم وادفنوا قميص عثمان مع عثمان، فقمصان شهداء بيت حانون ومارون الراس والفلوجة وكربلاء وعين علق ليست اقل قدرا وطهرا وشرفا
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?
After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...
-
I should mention here that when the crisis erupted in Syria more than a year ago, I was not supporting President Assad. At that time, I decl...
-
Bravo, bravo, bravo and million bravos. It is confirmed by the Tasmanian Greens leader and the Australian Greens leader: the Greens is seeki...
-
Despite the fact that the police choppers are hovering over our heads in Western Sydney suburbs on daily basis for the last few months. And ...
No comments:
Post a Comment