منذ اليوم الاول لانطلاق الكارثة الانسانية والتي انطلقت تحت مسمى الثورة السورية, حذرت بكل ثقة عن الكارثة التي ستتمخض عنها هذه الظاهرة وعلى كل شعوب العالم. هذه الكارثة الانسانية التي اصبحت الشغل الشاغل لكل شعوب العالم بعد اكثر من ثلاث سنين لانطلاقتها اللامباركة.
قناعاتي ومنذ البداية عن هذه الكارثة كانت مبنية على شواهد وظواهر لا يمكن ان تخفى عن متابع او محلل يتسم بالقليل من الذكاء والحنكة.
فكيف يمكن للولايات المتحدة, وهي عدوة تطلعات كل شعوب العالم للحرية والتقدم, ان تكون الراعية الرسمية لهذه الظاهرة/الكارثة؟ وكيف يمكن لانظمة ظلامية تنعدم فيها ادنى مقومات الحرية والعدالة الاجتماعية لمستوى رجم امراة لانها ضبطت تقود سيارة, ان تكون راس الحربة في دعم وادامة حراك يطالب بسقف عال من الحرية والعدالة الاجتماعية؟
وكيف يمكن لعدوة البشرية الاولى اسرائيل ان تكون المعالج لجرحى هذه "الثورة"/الكارثة والمدرب لكثير من "ثوارها"؟
في البداية, وبعد انحياز كل سياسيينا في استراليا (ومن ضمنهم سياسيون يدعون بالتقدمية كالنواب الخضر اوسياسيون حمر) وكل وسائل اعلامنا لهذه الظاهرة/الكارثة على جبين الانسانية, حاولنا ان نجد لهم بعض الاعذار بان الضجيج الاعلامي المواكب لهذه الظاهرة قد صنع هالة حولها اعمت اعين هؤلاء. وبالرغم من تحذيراتنا واتصالاتنا المكثفة بهؤلاء ووضع كل ما نملك عن اكاذيب هذه "الثورة" و "ثوارها" بايديهم, الا انهم اصروا على عماهم.
بل ان نواب الخضر (والذين يدعون معارضتهم للعنف في كل المجالات) كانوا الاشد في مطالبة العالم اجمع بمعاقبة الحكومة السورية ورئيسها الى حد المطالبة بطرد السفراء وفرض حصار ومنطقة حظر طيران وتكرار السيناريو الليبي المدمر. كما ذهب الكثيرون من ناشطي ومنظري اليسارية الاشتراكية الى نفس الاتجاه في دعم "الثورة"/الكارثة بناء على التسمية فقط. فتروتسكي كان يدعو الى ثورة مستمرة متواصلة, وعلى الاشتراكيين ان يدعموا اي ثورة في العالم, ولو كانت ثورة ظلامية تطالب مسيحيي سوريا بدخول الاسلام او دفع الجزية او الصلب علنا.
كنا نحاول ان نجد الاعذار لهؤلاء في بداية الازمة معتقدين ان مواقفهم المخزية كانت نتيجة لغياب الحقيقة بين دهاليز الجزيرة و والسي ان ان والعربية والبي بي سي.
ولكن وبعد اكثر من ثلاث اعوام من هذه الكارثة وما تمخض عنها من كم هائل من جرائم يندى لها جبين الانسانية, اصبح محتما علينا ان لا نجد عذرا لهؤلاء. كما اصبح واجبا علينا ان نعلي الصوت ونقول ان من لم تفتح اعينه وهز ضميره هذا الكم الهائل من الجرائم, فانه مشارك فيها ومسؤول مباشرة عنها.
فكم سوري يجب ان يقطع راسه او يفتح جسده ليلتهم وحش تكفيري قلبه وكبده قبل ان يستفيق سياسيونا, وعلى راسهم الخضر والحمر؟
وكم سورية يجب ان تخطف وتغتصب وينقل ابناؤها الى غوطة دمشق ليقتلوا بالغازات, قبل ان نرى تقارير محترمة ومحايدة من وسائل اعلامنا, وخصوصا الممولة من دافعي الضرائب, عن حقيقة ما يحصل في سوريا؟
وكم تقرير موثق من مراكز ابحاث محايدة او شبه محايدة او من صحفيين محترمين عن ان "ثوار الناتو" التكفيريين في سوريا هم من استخدم الغازات السامة, يكفي ليكف سياسيونا واعلاميونا عن ترديد اكاذيب الارهابيين كالببغاوات عن جرائم النظام الكيماوية؟
وكم مصنع سوري يجب ان يسرق ويهرب الى دول الجوار, ليقتنع سياسيونا الخضر والحمر ان ما يحصل في سوريا لا هو ثورة ولا حراك وطني, وانما كارثة انسانية ارتكبها مجرمون وقطاع طرق وارهابيون متطرفون؟
وكم مسيحي سوري يجب ان يصلب او يقطع راسه لانه رفض دخول الاسلام ولا يجد اواق ذهب كافية ليدفع جزية لارهابيي حلب والرقة ودير الزور؟
وكم اعلامي يحمل كاميرا محاولا توثيق ما يحدث يجب ان يقتل قبل ان يقتنع اعلاميونا (الذين يصنعون اخبار سوريا من استوديوهاتهم المكيفة الفارهة في سيدني وملبورن) ان ما يصلهم من اخبار عن طريق "شهود العيان" الذين تمولهم السعودية وقطر هو فبركات اعلامية لا تمت لحقيقة ما يحصل في سوريا بصلة؟
وكم استرالي يجب ان يتحمل احراق منزله او متجره او حرية معتقده, قبل ان يعترف سياسيونا واعلاميونا ان الكارثة التي ايدوها وشجعوها في سوريا, وصلت نيرانها الى عقر دارهم وتؤثر على الالاف من مواطنيهم؟
والسؤال الاخير: ما هو حجم الكارثة التي يجب ان تضرب سوريا واستراليا والعالم قبل ان يصحو ضمير هؤلاء السياسيين والاعلاميين ويبداوا بتغيير مواقفهم وتصرفاتهم؟
نحن نعرف ان كثيرا من سياسيينا ينتظرون الاشارات لهكذا تغيير وصحوة ضمير من واشنطن وكوريدورات السي اي ايه. ولكن ماذا بشان اؤلئك الذين "خزقوا طبلة اذاننا" عن تقدميتهم ورفضهم لهيمنة الامبريالية على السياسة الاسترالية والعالمية والذين ما زالوا غارقين حتى طبلة اذانهم بالمؤامرة على سوريا والعالم خدمة لمخططات هذه الامبريالية.
بل ان ما يزيد الطين بلة ان هؤلاء المدعين بالتقدمية والثورية من خضر وحمر تهجموا وتهكموا على تحذيراتنا ومقالاتنا والحقائق التي سربناها للصحافة والاجهزة الامنية عن حقيقة هذه "الثورة"/الكارثة وممارسة "ثوارها" الاجرامية في سوريا وفي استراليا ونعتونا بكل الصفات. بل ان الهجوم على مشاركتي في الوفد الذي زار دمشق نهاية العام لاثبات الحقائق واستطلاع الجديد, قوبل بهجوم حاد ممن يدعي الحرص على الحقيقة تحت ستارة التشدق بالتقدمية من سياسيين واعلاميين خضر وحمر ومؤيديهم.
نرجو ان يستفيق هؤلاء من غيبوبة ضميرهم وانسانيتهم قبل ان يضرب الارهاب في احيائهم ومناطقهم الانتخابية.
نرجو ان لا نكون في قوم كما قال الشاعر فيهم:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ونارا لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?
After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...
-
I should mention here that when the crisis erupted in Syria more than a year ago, I was not supporting President Assad. At that time, I decl...
-
Bravo, bravo, bravo and million bravos. It is confirmed by the Tasmanian Greens leader and the Australian Greens leader: the Greens is seeki...
-
Despite the fact that the police choppers are hovering over our heads in Western Sydney suburbs on daily basis for the last few months. And ...
No comments:
Post a Comment