Friday, August 25, 2006

هل تخضع السياده والكرامه الوطنيه لحسابات الدولار

مسكين من يخضع مسائل العزه والكرامه الوطنيتين لحسابات الارباح والخسائر بالدولار والسنت. مسكين من يقول ان لبنان لم ينتصر لانه خسر 5 مليارات دولار و1000 شهيد

لو كانت العزه والكرامه الوطنيه تقاس بخسائر الدولارات والسنتات، لما تحرر بلد ولما قامت ثوره في العالم ضد الظلم والاضطهاد. لو كانت الامور تقاس بهذه المقاييس، فعلى الحريه السلام

لو اخضعنا التجربه الفيتناميه لهذه المقاييس، لما ضحى فيتنامي واحد بحياته. فهل يستحق اي تراب في العالم 5 مليون قتيل ومليارات الدولارات خسائر اقتصاديه، وتلوث بيئي نتيجه استخدام الاسلحه الكيماويه والجرثوميه. فهل انتصرت فيتنام في حرب الاستقلال، ام انها مهزومه وبالضربه القاضيه؟

ولو طبقنا المقياس الدولاري هذا، لخرج الشعب الجزائري مهزوما في حربه الطويله ضد الاستعمار والتي ادت الى مليون شهيد ودمار شامل في البلد

ولو كان الشعب الفلسطيني يحسب الخسائر بالدولار والسنت، وكم شهيدا قتل وجريحا اعيق، لما فكر يوما بحمل السلاح و لقبل قرار التقسيم عام 1947 بدون تردد

مسكين من اراد ان يخفي عنته وعجزه حتى عن الكلام، بابتكار مقياس جديد للكرامة يعتمد على اسواق المال العالميه وعلى سعر صرف الدولار، وكم يمكن توفيره باعلان الخنوع التام للقوى العظمى

مسكين من يريد ان يستبدل اوراق التوت باوراق بنكنوت امريكيه ليخفي عورته و يخفي اسباب انحيازه لمشروع شرق "بوش" الجديد

مسكين من ينسى انه ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، بل بالشعور بالكرامه والعزة والحرية والانتماء لمجتمع يحترمه ويقدره

مسكين من يريد ان يخرج اسرائيل من ورطتها (الاولى منذ عقود) على اسس نقديه تتبع لقوانين الوول ستريت ومؤشر النازداك

مسكين من يريد ان يؤلبنا على المقاومة، بنفس المنطق الذي فشلت منشورات اسرائيل في تاليب ابناء عيطرون وبنت جبيل، بل زادهم الدمار والخسائر تمسكا بمنطق المقاومه كلغة وحيدة يفهمها اي معتدي وكل مستعمر

مسكين من لم يقرأ كتب التاريخ عن اسباب الثورات والانتفاضات والتغييرات الجذريه في المجتمعات، وكلها لا
علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحسابات الدولارات او بسعر صرف العملات

نعم خسر لبنان كذا مليار دولار والف شهيد وعدة الاف من الجرحى، ولكنه حقق ما عجز عن تحقيقه ملايين العرب والمسلمين

لاول مرة منذ اربعين عاما تدمر بوارج اسرائيلية وتسقط طائرات عسكريه
لاول مره منذ ستين عاما تعجز اسرائيل عن حمايه مدنييها ومنشاتها في العمق من الاصابات المباشرة
لاول مره يتساءل الجندي والمواطن الاسرائيلي : هل انتصرنا؟
لاول مرة تلجأ اسرائيل (وعلى غير العادة) الى الامم المتحدة لتنجدها من الورطة

في كل المرات الماضية، وبعد كل هزيمة، كنا نحن الذين نهرول الى الامم المتحدة لنستصدر قرارا بوقف العدوان ومطالبة اسرائيل باعادة جزء مما اخذت، ثم نبدأ بمطالبة الامم المتحدة بحث اسرائيل على الالتزام بتلك القرارات
هذه المرة، اسرائيل كانت المسارعه للمطالبة بقرار دولي "يردع حزب الله" ويوقف "اعتداءاته" على اسرائيل

في كل المرات الماضية، كنا نتابع سير المعارك من اذاعة اسرائيل او لندن، لانعدام ثقتنا بالانظمة العربية التي كانت تكذب في كل بيان
هذه المرة كان الاسرائيلي يتابع سير المعركة على شاشات المنار او الجزيرة، بعد ان كذبت قيادتهم وصدقت قيادة المقاومة

في كل المعارك السابقة، كنا نخرج منها مطأطئي الرؤوس، ونخجل حتى من الخروج من منازلنا. هذه المرة، وبرغم الدمار والخراب، خرج الجميع ورؤوسهم مرفوعة، من المحيط الى الخليج

الا تستحق كل هذه الانجازات، ان نخسر 5 مليارات دولار، كان يمكن ان نخسرها في جيوب المسؤولين الذين سيخسروها بدورهم على موائد قمار لندن وباريس

الا تستحق هذه الانجازت ان يضحي الف شهيد بارواحهم، بدلا ان يضحي مئات الالاف ممن سبقوهم بحياتهم في حروب اهلية هنا او هناك، بدون اي مبرر او نتيجة

الا تستحق كرامة امة باكملها بهذا الثمن، الذي كان من الممكن ان ندفعه لو ضربنا زلزال متوسط القوة او تسونامي، دون ان نحقق اي نصر او اعادة كرامة

نرجو على المشككين بالنصر الذي تحقق ان يكفوا عن القاء محاضراتهم الاقتصادية وتذكيرنا بعدد الدولارات التي خسرناها، قبل ان يشمت فينا ابناء الشعب الفيتنامي والكوري والكوبي والفنزويلي والجنوب افريقي وشعوب العالم المناضلة ضد الاحتلال والاستعمار

No comments:

My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...