Monday, December 21, 2009

اعضاء الهيئة الاستشارية الجديدة للهجرة: "شو جاب طز لمرحبا"؟


تطالعنا وزارة كيفن راد العمالية الجديدة بهرطقات يومية لم تكن على بال احد منا. وكل هرطقة جديدة تكون لها نتائج "اسخم" من التي قبلها. وهكذا دواليك الى ان اصبحت وزارة العجائب، وبلا منازع

آخر هذه "المساخر" هي تعيين هيئة استشارية جديدة للهجرة تعاون الوزير الجديد "كريس ايفانز" لاصلاح نظام الهجرة المتهرئ في استراليا. ليفاجئنا هذا الوزير بادراج اسم السيد جمال الريفي في هذه الهيئة، بدون احم او دستور

والسيد جمال الريفي اصلا هو متفاجئ مثلنا لهذا التعيين لاكثر من سبب

فالسيد الريفي قد يكون خبيرا باسباب عسر الهضم او كيفية علاج رمد العيون، لكنه بالتاكيد، وباعترافه لا يعرف في "مصائب" دائرة الهجرة المتراكمة منذ سيئ السمعة والصيت فيليب رادوك وصولا الى السيد ايفانز،اي شيئ الا ما تذكره وسائل الاعلام او عنصريي البرلمان في كانبرا

وعندما تم تعيين السيد الريفي مفوضا لشؤون التعددية الثقافية في عهد العنصري بوب كار، لم نعرف له اي انجاز خارق يذكر في تلك الحقبة العنصرية البغيضة التي "تنذكر وما تنعاد". وفي منصبه ذلك لم نراه يصحح اي خطا او خطيئة للسيد كار، السائر حينذاك على خطى معلمه العنصري بامتياز، جون هاورد. ولم يلاحظ اي مواطن من اصل غير سكسوني وجود السيد الريفي في المفوضية، لا اثناء وجوده ولا بعد رحيله عنها

وهنا يجب ان يتبادر لذهن اي مراقب ذكي سؤال بسيط "على اي اساس من الكفاءة او الخبرة تم تعيين السيد الريفي؟

وقبل ان نسال هذا السؤال بشكل رسمي، بعث السيد الريفي بجوابه واضحا وفي اول تعليق له على منصبه الجديد. حيث اتحفنا السيد الريفي بتعليق ناري صباح الامس بشتم لاجئي القوارب وارسال تحذيرات قوية بان الهيئة الجديدة قادمة لتعمل على عودة تطبيق القانون واعادة الهدوء الى مياهنا الاقليمية بمنع هؤلاء المهاجرين "غير الشرعيين" من الوصول الى شواطئنا الدافئة

كان على السيد الريفي وقبل ان يطلق العنان للسانه بهكذا تصريحات ان يقرأ ميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان، ثم يطالع بنود اتفاقية جنيف لحماية اللاجئين الموقعة من قبل استراليا عام 1951 والبروتوكول الملحق بها عام 1967، ليعرف ان هؤلاء هم لاجؤون شرعيون، حسب شرعة الامم المتحدة

انه من الواضح ان حكومة راد المأزومة والواقعة بين مطرقة المعارضة العنصرية وسندان الناخب الشريف البسيط الذي صوت لها من اجل تغيير حقيقي للسياسات العنصرية لهاورد، تحتاج الى شاهدي زور يستطيعوا ان يخلقوا لها الذرائع من اجل اخراجها من هذه الورطة

وبسبب ان الهجوم العنصري موجه للاجئين معظمهم عراقيين وافغان (اي مسلمين وعرب)، فكان لا بد ان يكون بعض شاهدي الزور عرب ومسلمين. فكان الاختيار "الموفق" للوزير الحائر هو السيد الريفي بمجرد قراءة سيرته الذاتية وانجازاته الكبيرة خلال العقد الماضي

فالريفي، اضافة الى تلميع صورة العنصري بوب كار بعد فضائح الاتهامات العنصرية "للعصابات اللبنانية" ثم "للعصابات الاسلامية"، عمل على محاولة الاستفادة من محاولة كسر عظم الجالية في كورنولا، فاعلن ان سبب المشاكل كلها يكمن في ان لاكمبا لا تقع على بحر او نهر وان حل مشكلة العداء المتزايد للجالية ياتي بانشاء بحر اصطناعي في منطقة لاكمبا، "ويا دار ما دخلك شر". حيث ان لا مشكلة في انعزال الجالية المسلمة في غيتو لاكمبا لان الافضل دائما ان "نبتعد عن الشر ونغني له". وان كان هناك مشكلة في بناء هذه البحيرة الاصطناعية، فلا باس من استشارة العقيد القذافي ذي الخبرة في هكذا مواضيع. ثم خرج علينا الريفي بحل سحري لمشاكل العنصرية المتفاقمة بفكرة تبادل الزيارات بين غيتو لاكيمبا وغيتو كورنولا، ولنبدأ بتبادل خبرات الانقاذ من الغرق، في مشروع تكلف ملايين الدولارات بدون اي فائدة تذكر، حيث ان السيد الريفي لام الطبيعة التي لم توجد بحرا في لاكيمبا بدلا من الوقوف بشكل حازم باعلان ان المشكلة هي في القيادات السياسية الرعناء التي تلعب على حبال اثارة العنصرية لتحقيق مكاسب سياسية

ولم تقف "انجازات" السيد الريفي عند هذا الحد. فقد عمل مرة اخرى على طعن الجالية التي اصبح يفخر الآن بانه من قياداتها المتقدمة عندما عمل على صب الزيت على نار قضية "القطط واللحم المكشوف". حيث ما ان تلقف القصة من سراديب جون هاورد وجوقته العنصرية، حتى اشهر "كارته الاحمر" للجالية الاسلامية بالمشاركة علانية في قدح وذم الجالية برفع وتيرة العداء للجالية ممثلة في الهجوم على مفتيها آنذاك

واكمل السيد الريفي "انجازاته" بتوجيه تهمة مزدوجة للجالية بالارهاب ودعمه، حينما وقف امام شاشات التلفزيون متهما مفتي الجالية بانه سرق اموالا وارسلها ليمول "ارهاب" حزب الله اللبناني، في وقت كان معظم الاستراليين يجرمون اسرائيل ويعلنون تعاطفهم مع المقاومة الاسلامية اللبنانية

ان "خوازيق" الحكومات الاسترالية المتعاقبة لنخر الجاليات المهمشة بتوفير الدعم لبعض ابناء هذه الجاليات من اجل ان يحجًموا انجازاتها ويمنعوا مطالباتها بحقوقها الشرعية في المساواة في الحقوق، اضافة للمساواة في الواجبات، باتت لا تنطلي على "لحية" احد من ابناء هذه الجاليات

ولو عين الوزير الف لجنة استشارية فيها آلاف "الريفيين"، فان الجاليات تعرف الآن ان لاجئي القوارب قد يكونوا لاجئين غير قانونيين، ولكنهم بالمطلق لاجؤون شرعيون، خصوصا ان كان اسباب لجوئهم هو مشاركة القوات الاسترالية في غزو فلسطين والعراق وافغانستان

ومهما لمًعت الحكومات المتعاقبة من هذه الشخصية او تلك، فان الجاليات المهمشة باتت تميز بين "الغث والسمين

بالامس عينت وزارة هاورد لجنة استشارية من ابناء الجالية المسلمة، وبدون استشارة احد في هذه الجالية، لنكتشف ان المتحدث باسم هذه الجالية المحترمة ذات المبادئ الواضحة هي مدمنة على المخدرات وان تعيينها كان من اجل اكتساب شرعية لتلك الحكومة العنصرية المهترئة للهجوم على الجالية بلسان "قادتها". قادة لم ينتخبهم احد، بل ولم يسمع بهم احد من تلك الجاليات المهمشة المبعدة عن كل مراكز القرار، حتى القرار في من يمثلها

قال اجدادنا العرب قديما "المكتوب يُقرأ من عنوانه". والعنوان كان واضحا اليوم عندما فتح السيد الريفي النار على ابناء جلدته الهاربين من جور حكامهم المدعومين ببساطير جنود التحالف، بدلا من ان يكون "كلمة حق في حضرة وزير جاهل

نفهم ان القيادة هي ان يمثل القائد اماني رعيته، لا ان يكون سيفا مسلطا على رقابهم ورقاب ابنائهم واخوانهم وابناء عمومتهم، ولو كانت اخوة في الانسانية لا في الدم
نتمنى ان تكون المسخرة القادمة اقل مسخرة من سابقتها، ولكن وفي الوقت الحاضر فان هكذا "قيادة" لا تمثلني، لانني لم انتخبها ولا اعرف من انتخبها
ويا وزير الهجرة، بالله عليك ان ترحم عقولنا وقلوبنا من هكذا مساخر، وكفانا مسخرة اننا صدقنا وعودكم وانتخبناكم

No comments:

My experience inside the United Australia party: why UAP’s humiliating defeat & When will Ralph defect from UAP?

  After running as a federal candidate for the United Australia party in the seat of Reid, these are my observation about the reasons why UA...