واخيرا خلع السيد جمال الريفي القفازات والروب الطبي واربد وارعد وتوعد. ولا بد ان الذعر قد دب الآن في قلوب مهربي البشر، وطالبي اللجوء من عرب وعجم وبربر ومن والاهم من ذوي السلطان الاكبر
فاليوم اعلن السيد الريفي وبكل جراة انه قد استقال من عضوية الهيئة الادارية للجمعية الاسلامية اللبنانية للتفرغ لحل مشكلة لاجئي القوارب من خلال عمله ضمن الهيئة الاستشارية للهجرة
هذا التصريح الذي لا بد انه الآن في طور المناقشة المستمرة في كل عواصم العالم الذين اعيتهم الحيلة والوسيلة لوقف تدفق طالبي اللجوء وبمئات الآلاف من دول انهكتها الحروب والمحن
وكاننا لا نعرف ان هكذا لجان وهيئات استشارية ما هي الا خطوات رمزية من باب "ذر الرماد في العيون" لاضفاء شرعية علی الاجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها، وانها لا تخيف لا مهربي البشر ولا نمور التاميل او حتی نمور زيمبابوي. بمعنی آخر، فان عمل هذه اللجان ما هي الا نوع من خدمات "شهادات زور" مقدمة من اعضاء اختارهم الوزير بدقة وعناية ليقدموا توصيات متفق عليها مع الوزير وعاملي مكتبه وان أي مقترح ستاتي به الهيئة قد يكون مخالفا لتوجهات الحكومة وسياساتها لن يكون مصيره الا الی سلة المهملات
لكن السيد جمال الريفي الفرح لهكذا منصب، ولو كان رمزيا خال من أي صلاحيات علی مبدا "فشخرة ولو علی خازوق"، مصر علی ان يصور دوره في تلك الهيئة وكانه دور مركزي يعتمد عليه انقاذ استراليا من مصيبة محتمة. ولذلك فان الريفي اعلن استنفارا كاملا لقدراته وطاقاته من اجل عدم التاخر عن مهمة "خطيرة" بهذا الشكل. وهو لتحقيق التفرغ التام لوقف زحف طالبي اللجوء لم يجد مفرا من الاستقالة من "قيادة" الجمعية الاسلامية، للتفرغ لقيادة الاساطيل الاسترالية لوقف زحف فقراء ومضطهدي العراق وافغانستان وسريلانكا وفيتنام وفلسطين!!!
ولذلك فقد اعلن الآن انه سيخلع "الروب الابيض الطبي" ليلبس بزته العسكرية ويقوم بنفسه بقيادة الاسطول الاسترالي المرابط امام داروين وآشمور ريف ليمنع الغزو المحتمل لهؤلاء "الصعاليك" من "المهاجرين غير الشرعيين" لشواطئنا الجميلة
وهو معتاد علی هكذا مسرحيات هزلية تذكرنا بمسرحية "شاهد ما شفش حاجة" في تعامله مع ذكائنا ومشاعرنا
فبالامس خلع الريفي روبه الطبي ولبس شورتا وتي شيرت ووضع صفارة في فمه ونزل الی الملعب رافعا كرتا احمرا ليخرج جاليتنا كلها من الملعب الاسترالي، تحت مسميات مختلفة منها وضع حد "لتجاوزات" المفتي الهلالي الذي لم ترق معارضته المستمرة لغزو العراق وافغانستان وفلسطين ولبنان لحكومة جون هاورد الرجعية بكل المقاييس، فقرروا اسناد مهمة التخلص منه (أي من المفتي السابق) الی السيد الريفي. ليضربوا عصفورين بحجر واحد: التخلص من انتقادات الشيخ الهلالي الحادة ورفع وتيرة العنصرية ومعاداة الاسلام للفوز بفترة حكم اضافية
وبعد ذلك خلع الريفي روبه الطبي مرة اخری ولبس قفطان محامي ليدافع عن اسرئيل في وجه "ارهاب" حزب ﷲ الذي قد يكون وصله اموال من الجالية عن طريق مفتيها السابق الشيخ الهلالي
ان فاتورة المواقف والخدمات التي قدمها السيد الريفي لعنصريي الحكومات الاسترالية المتعاقبة قد دفعت سلفا، وباقي الفاتورة يبدو انه متفق علی دفعه قريبا. فالسيد الريفي كان قد كوفئ علی خدماته بمنح مالية طائلة لتلميعه امام الجالية، ومنها اموالا لمشروع تدريب منقذين مسلمين علی الشواطئ الاسترالية. هذا المشروع الذي كرس انعزال الجالية ودعی لتوسيع هذا الانعزال بين الجاليات الاخری بانشاء فرق انقاذ يونانية واخری ايطالية..... وهكذا دواليك، وعلی التعددية الثقافية في استراليا السلام
كما تم اسباغ الكثير من الالقاب والاوسمة علی السيد الريفي ومنها وسام من مفوضية حقوق الانسان منح للسيد الريفي في نفس الحفل الذي تم فيه منح الصهيوني العنصري جيريمي جونز وسام حقوق الانسان من نفس المفوضية. هذه الاوسمة التي تعتبر من "عدة الشغل" لاسباغ مصداقية لافعال السيد الريفي التي تصب في مصلحة الحكومات العنصرية التي فازت علی معاناة الجالية وتخويف المجتمع منها
ان تصرفات السيد الريفي الدون كيشوتية بارساله بيانات صحفية علی انه قد جمد كل نشاطاته وانه علی وشك اغلاق عيادته من اجل التفرغ لعمله في الهيئة الاستشارية، هو محاولة اخری لاضفاء جو من المهابة والجدية علی هذا المنصب الفخري المفرغ من أي محتوی حقيقي مقدما. هذا المنصب الذي سيدفع كل افراد الجالية اثمانه غاليا علی شكل مواقف مخزية من اعتداءات تحضر لها الحكومة وتريد لها غطاءا "عربيا مسلما" قبل الانتخابات المقبلة
ان افعال وتصرفات السيد الريفي تعتبر وبحق مسخرة فيها الكثير من احتقار لذكائنا ومشاعرنا. والا فلماذا هذا الاصرار من السيد الريفي علی التصرف علی طريقة دون كيشوت، الذي اراد ان يرسم لنفسه امام خادمه صورة الفارس الشجاع الذي هزم جيشا جرارا، بينما وفي الحقيقة فانه كان يقاتل عاصفة رملية
وفي هذا المقام نحبذ من السيد الريفي ان يكون عقلانيا ويضع الامور في نصابها الحقيقي حتی لا يضطر فيما بعد للنزول عن الشجرة العالية التي تسلق عليها واعلن انه "مهم" و "مستشار" للوزير، بعد ان يكتشف كل من سمعه ان منصبه لا يعدو كونه شاهد زور لتمرير اجندات انتخابية عنصرية
نعرف تمام المعرفة ان السيد الريفي ما زال يحلم بدور سياسي في حزب العمال. ونعرف تمام المعرفة ان السيد الريفي مستعد لتقديم القرابين للوصول الی هذا الحلم، ولو كان علی حساب معاناة اللاجئين الهاربين من موت محتم في قندهار وبغداد وجفنة وغزة
ندعو السيد الريفي ان يرحم ذكائنا وشعورنا فيكف عن هذه الممارسات، قبل ان " يذوب الثلج ويظهر المرج" وتنكشف الاجندة الحقيقية لتعيينه في هذا المنصب الرمزي الفارغ من أي مضمون
نؤكد للسيد الريفي اننا قد ضقنا ذرعا بكل شهادات الزور هذه واننا لن نسكت بعد الآن
No comments:
Post a Comment